اجتاحت موجة من الحرائق المحاصيل الزراعية للعديد من الفلاحين وقد التهمت النيران أكثر من 700 هكتار من الزراعات وتسببت في خسائر كبرى تكبدها الفلاح التونسي، وقد تعهدت وزارتا الداخلية والفلاحة بحماية المحاصيل الزراعية من الحرائق التي ثبت أن بعضها بفعل فاعل. ولم تقتصر هذه الحرائق على المحاصيل الزراعية وحقول الحبوب بل تجاوزتها لتدرك الواحات. وقد تسبّب حريق نشب بواحات منطقة “المنصورة” من معتمدية قبلي الشمالية في احتراق حوالي 150 شجرة نخيل بين دقلة نور وتمور مطلق. وأكد المدير الجهوي للحماية المدنية مبروك السعف أنه تم منع اتّساع رقعة النيران وقد تواصلت عملية التدخل إلى حدود الساعة التاسعة مساء، مضيفا أن الحريق تسبّب في تضرّر حوالي 10 أصول نخيل دقلة نور و140 نخلة من التمور المطلق بين حرق كلي وجزئي. ودعا المتحدّث فلاّحي الجهة خلال هذه الفترة من السنة التي تشهد ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة إلى أخذ الاحتياطات اللازمة في مقاسمهم الفلاحية عبر تجنّب إشعال بقايا النخيل والأعشاب الطفيلية داخل هذه المقاسم. تجدر الإشارة إلى أن المعدل العام للحرائق، سنويا، في تونس يقدّر بين سنتي 1956 و2016 زهاء 107 حرائق تلتهم 1300 هكتارا، في حين بلغ عدد هذه الحرائق سنة 2014 قرابة 450 حريقا ألحقت أضرارا بنحو 4700 هكتار أغلبها بولاية بنزرت وباجة وسليانة وزغوان واضرت الحرائق 300، التي سجلت في 2015، بنحو 800 هكتارا أساسا بجندوبة والكاف وسليانة. وتستمر الفترة الزمنية الأخطر بالنسبة لاندلاع الحرائق بين شهري جويلية وأوت من كل سنة بسبب الظروف المناخية منها تيبس النباتات، التي تصبح ذات قابلية عالية للاشتعال.