قد لا يمثّل تحسّن صحة رئيس الجمهورية وخروج تونس من العمليات الإرهابية بأخفّ الأضرار خبرا سارًّا بالنّسبة إلى الكثيرين الذين لا يتركون أزمة إلاّ واستثمروا فيها بكلّ السبل والوسائل البعيدة عن أخلاقيات العمل السياسي، والقريبة في المقابل لأنظمة العمالة والدول التي تستثمر شرّا في تونس، وعبير موسي رئيس الحزب الدستوري الحرّ من الشخصيات الرائدة في هذا المجال حيث اشتهرت بتصريحاتها العنيفة وخطابها الذي لا هدف له سوى بثّ الفتنة ونشر الفوضى والعنف. ووصفت رئيسة الحزب الدستوري عبير موسى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي “بالرهينة والعاجز”، حسب ما نقلته جريدة “الشروق” عن اجتماع لموسي أمام أنصارها. وأكدت الصحيفة أن عبير عمدت إلى إحداث الفتنة بين أفراد الشعب التونسي من خلال كلمتها التي ألقتها أمام انصارها حيث استهزأت بالوضعية الصحية للباجي قايد السبسي رغم تأكيدات طبيبه الخاص بأن حالته في استقرار. وطرحت موسى خلال التحرك الذي نظمه حزبها أمام المسرح البلدي وسط العاصمة تونس للتنديد بالإرهاب أمس السبت عديد التساؤلات في علاقة بوضعية رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قائلة “من يضمن للشعب التونسي ان يكون الرئيس موجود في المستشفى العسكري، ولا يقولون لنا حقيقة وضعيته ويتركوه في المستشفى حتى تنتهي الآجال الدستورية للإمضاء على امر دعوة الناخبين ثم يخرجون لنا للإفتاء في الفراغ …من قال إن الرئيس بإرادته أو لا، وإن كان قد استفاق أم لا، وإن كان توفى أم لا، نحن لسنا سذج لتصديقكم”. في المقابل أكدت مصادر سياسية وطبية تونسية متطابقة “تحسن الوضع الصحي رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، إثر الوعكة الصحية الحادة التي ألمت به، وفرضت تلقيه العلاج داخل المستشفى العسكري بالعاصمة “. وعُرف عن عبير موسى مواقفها وتصريحاتها الإقصائية والاستئصالية والمليئة بالعدوانية والضدية ضدّ كل ما أتت به الثورة من دستور وحكومة، حيث أكدت في أكثر من مناسبة أنها لا تعترف لا بثورة 2011 ولا بدستور 2014. وتمنع التعديلات الأخيرة والتي صادق عليها البرلمان في إطار تنقيح القانون الانتخابي ترشّح كل من مجّد الدكتاتورية أو توجّه بخطاب يدعو للكراهية والعنف، للانتخابات الرئاسيّة، ويرى مراقبون أن عبير موسى من أبرز المشمولين بهذا القانون خاصة وأنها اشتهرت بازدرائها للثورة وبخطابها الإقصائي. ويضمّ الحزب الدستوري الحر كوادر ومنخرطين أغلبهم من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي، الذي حله القضاء سنة 2011 بعد أشهر من سقوط نظام المخلوع بن علي، لكنه يعرف نفسه كامتداد للحركة الوطنية التي ظهرت بداية القرن الماضي.