فتح الحوار الذي أجراه سفير الاتحاد الأوروبي بتونس السابق “باتريس بيرغاميني” مع جريدة لوموند الفرنسية (أنظر الترجمة الكاملة للحوار على موقع الشاهد) الأبواب أمام العديد من التأويلات والتحليلات حول ما جاء على لسان السفير في علاقة بتونس. وقد اعتبر البعض أن نقد السفير للوضع الاقتصادي في تونس ولأداء الحكومة تدخل سافر في الشأن الداخلي التونسي واعتداء على سيادة البلاد فيما اعتبر البعض الآخر أن ما جاء على لسان السفير هو عبارة عن رد فعل على قرار تجميد التفاوض في اتفاقية الأليكا. كما عبّر ملاحظون عن مخاوفهم من مضامين تصريحات سفير الاتحاد الأوروبي والرسائل المشفرة التي أرسلها للحكومة وللشعب التونسي عموما. وأكد الصحفي والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أنه بدل النقاش في مسألة هل يحق لسفير أجنبي التدخل في الشأن التونسي من عدمه، من الأجدر الوقوف عند مضامين تصريحاته والنقاش فيما بيننا كتونسيين وكمسؤولين في الدولة وكطبقة سياسية، فهل أن هذه العائلات التي أشار إليها السفير والتي قال إنها تحتكر الاقتصاد التونسي موجودة أم لا؟ وهل تعتمد هذه العائلات على قوانين معمول بها في الدولة وتتحرك في كامل الشفافية. وأضاف الجورشي في تصريح لموقع “الشاهد” أنه لا يقر بوجود هذه العائلات من عدمه على اعتبار أن الخوض في مسائل كهذه تحتاج الى توضيح، مبينا أن الأطراف الدولية بما في ذلك الاوروبية أصبحت تتحدث أكثر وبوضوح أكبر عن وجود مشكلة تتعلق بالفساد وعدم التوازن والتساوي في الفرص بين التونسيين. كما اعتبر الجورشي أن ما ذكره هو التحدي وجوهر الموضوع لأنه لو انزلقنا في البحث عن مسألة التدخل والسيادة فإن الموضوع على أهميته ليس أساسيا على مستوى المرحلة الحالية وعلى مستوى التحديات التي يواجهها التونسيون والثورة التونسية بعد 8 سنوات من إنجازها . تجدر الإشارة إلى أن سفير الاتحاد الأوروبي السابق في تونس قد أعرب عن قلقه من رفض النظام للتطور الاقتصادي، مهما كانت نتيجة الانتخابات، قائلا “من المحبّذ أن نرى في سنة 2020 رئيس حكومة يضع أولويات واستراتيجية واقتصادية واضحة، ويكون له أغلبيّة مستقرة وقوية من أجل تنفيذها”. وأضاف السفير “هناك في تونس من يرفض المنافسة الحرة والشفافة وخاصة من المحتكرين، فبعض المجموعات العائلية التي تسيطر على الاقتصاد التونسي ترفض وجود شركات ناشئة وشابة ومع اتفاقيه الأليكا سيقل الاحتكار، وهذا أيضا يتعارض مع الفساد والسوق السوداء”، وردا على هذا التصريح قال وزير السياحة روني الطرابلسي :” تونس بلد صغير وفيها رجال أعمال يعملون بجد ويساهمون في إدخال العملة الصعبة للبلاد.. أستغرب كيف يقوم أجنبي بإبداء رأيه في اقتصاد تونس؟” مضيفا “في فرنسا أيضا هناك عائلات تتحكم في بعض القطاعات الاقتصادية”.