تتسارع الأحداث السياسية في تونس تزامنا مع اقتراب الانتخابات التشريعية والرئاسية التي تفرض جملة من التوافقات والتحالفات، ومن بين التحالفات التي وقع الترويج لها مؤخرا تحالفٌ يجمع بين حزب تحيا تونس وحزب مشروع تونس المشارك في حكومة يوسف الشاهد بحقيبة واحدة بعد مغادرة وزير الصحة السابق عبد الرؤوف الشريف وزارة الصحة. وكان مشروع تونس قد عرض على الشاهد تعيين القيادية بالحركة وطفة بلعيد على رأس وزارة الشباب والرياضة مقابل البقاء في الحكومة، لكن يوسف الشاهد رفض العرض لعيّن في المقابل وطفة بلعيد مستشارة لديه، لتسكين غضب المشروع واكتساب الوقت. وصدر بالرّائد الرّسمي للجمهورية التونسية الجمعة 12 جويلية 2019، أمر حكومي عدد 591 بمقتضاه سمّيت وطفة بلعيد، مستشارا لدى رئيس الحكومة و ذلك ابتداء من 1 جويلية 2019. ويشار إلى أنّ بلعيد كانت قبل الثورة محسوبة على “خلية” التجمع الدستوري المنحل داخل المحاماة. وكانت تقارير إعلامية قد كشفت عن توتر في العلاقات بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس حزب مشروع تونس محسن مرزوق بعد تلكّؤ تحيا تونس في اعلان تحالف انتخابي والانطلاق في مسار توحيدي، بعد اتفاق شامل يضم التحالف الحكومي والمشاركة في انتخابات 2019. وزادت حدّة التوتر بعد رفض قيادة تحيا تونس الدخول في أية مشاورات مع نداء تونس بعد ابرام اتفاق الاندماج مع مشروع تونس. و في شهر جوان الماضي، كشف الأمين العام لحزب مشروع تونس حسونة الناصفي، أنّ حزبه قرر الدخول في مرحلة تقييم لمشاركته في الحكومة، مؤكدًا أن الحزب سيخرج بموقف موحد من مشاركته في حكومة الشاهد، كما أن الحزب لا يستبعد الانسحاب من الحكومة، وفق أمينه العام. وكان رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق قال في حوار مع جريدة المغرب بتاريخ 19 أكتوبر2018، إن حزبه بصدد التفاوض مع أحزاب سياسية وأطراف من بينها يوسف الشاهد ومن حوله من احزاب وسطيّة للوصول إلى تكوين تحالف استراتيجي عميق هدفه انتخابات 2019.