انطلقت الهيئة العليا للانتخابات بجميع فروعها في تسلّم القائمات المترشّحة للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 6 أكتوبر 2019 وقد تقدّمت إلى حدّ الآن عشرات القائمات في مختلف الجهات. وكان ائتلاف الجبهة الشعبية أول من قدم قائماته في تونس الكبرى، رغم وجود الإشكال القانوني بسبب وجود ائتلاف حزب جديد يحمل الاسم نفسه ويترأس الجيلاني الهمامي قائمة تونس 1 وعثمان بالحاج عمر قائمة تونس 2. من جهتها، شرعت الهيئة الفرعية للانتخابات بقفصة صباح اليوم الإثنين 22 جويلية في قبول ملفات الترشحات للانتخابات التشريعية المقبلة حيث تلقت الهيئة إلى حدود الساعة الحادية عشرة صباحا قائمة مستقلة واحدة وثلاث قائمات حزبية قدمها رؤساؤها وهم عمار عمروسية عن قائمة الجبهة الشعبية وهيكل المكي عن قائمة حركة الشعب و نورة جبنوني عن قائمة تيار المحبة. ورغم أن التأشيرة القانونية باسم الجبهة الشعبية قد مُنحت لحزب الوطد وحلفاءه إلاّ أنّ قيادات حزب العمال تصرّ على تقديم قائمات باسم الجبهة الشعبية ليبدأ صراع جديد بين الحزبين يتداخل فيه القضائي والسياسي. ومنحت الحكومة تأشيرة حزب جديد باسم الجبهة الشعبية لكاتبة نواب حزب الوطد الموحد في البرلمان صفاء الذوادي، لتكون بذلك الممثلة القانونية لحزب الجبهة الشعبية الجديد، وهو ما يعني حسم المعركة القانونية لصالح شق الرّحوي على حساب الزعيم السابق للجبهة حمة الهمامي، الذي استقبل الخبر باستنكار شديد. واعتبرت بعض الأطراف داخل الجبهة الشعبية أنّ الحكومة انحازت لشق على حساب آخر. ووجّه الهمّامي اتهاماته إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد والوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الانسان محمّد الفاضل محفوظ بإقصاء الجبهة الشعبية من الاستحقاقات القادمة وتدميرها مؤكّدا أنّ الهدف من تكوين هذا الحزب الذي تمّ منحه التأشيرة في أقل من 48 ساعة هو ضرب الجبهة الشعبيّة وموضّحا أنّ حكومة الشاهد التي قدّمت جملة من التعديلات ضمن القانون الانتخابي لإقصاء أطراف أخرى سعت كذلك إلى تكوين هذا الحزب لإقصاء الجبهة ايضا وإزاحة أيّ منافس لها. من جانبه، أكد المنجي الرحوي أنه لا يمكن لأي كان الدخول في قائمة ائتلافية انتخابية باسم الجبهة الشعبية بما فيهم القياديين في حزب الجبهة الشعبية، مشيرا إلى أنه من أراد الدخول باسم الجبهة الشعبية أن يكون على صلة بالحزب. وأشار الرحوي إلى أن الانقسام الذي حصل داخل الجبهة الشعبية هو بين مجموعة تمثل 10% من الجبهة و التي تمثلها الجبهة الرابعة و يمثلها حمة الهمامي، وبين مجموعة تمثل 90% ويمثلها المنضمين لحزب الجبهة الشعبية. وأبرز أن الانقسام سيزيد بشكل ملحوظ من الحظوظ الانتخابية للجبهة لأنها تخلصت من كوابحها وعوائقها وحمة الهمامي أحد العوائق الرئيسية، وفق قوله. وأضاف الرحوي أن العنوان الوهمي لانقسام الجبهة الشعبية هو الترشح للرئاسة، مستدركا أن الموضوع الأساسي يتعلق بالديمقراطية داخل الجبهة الشعبية و هيكلتها و تنظيمها.