تابع الساحة الوطنية باهتمام كبير الجدل الذي دار هامش تشكيل القائمات الانتخابية لحركة النهضة بعد التعديل الذي أجراه المكتب التنفيذي على القائمات التي انتخبتها القواعد في الجهات. وتوقع عدد من المتابعين في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أن تشهد حركة النهضة تجاذبات شبيهة بما جرى في أحزاب أخرى، أدّت إلى انقسامات واستقالات، واستند أصحاب هذا الرأي إلى بعض التدوينات لقيادات وتصريحات قيادات غير راضية على قرارات المكتب التنفيذي. ومثّل اجتماع مجلس حركة النهضة مساء أمس الثلاثاء 23 جويلية استثنائيا، بعد ساعات من عقد الحركة لندوة صحفية أعلنت فيها عن رؤساء القائمات الانتخابية، فرصة لحسم النقاشات ضمن الأطر الداخلية عبر المجلس الذي يمثّل أعلى سلطة بين مؤتمرين. ويبدو أن اجتماع الشورى قد خيّب أمال المنتظرين لتغذية الأزمة داخل الحركة خاصة وأنّ بعض الأخبار المتأتية من الكواليس تقول إنّها كانت تاريخية انتهت بالحركة أقوى مما كانت عليه قبل الاجتماع وأكثر تماسكا ووحدة. وقال رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني إنّ المجلس كان قد دعا في بيانه الختامي المكتب التنفيذي للحركة إلى إعادة النظر في القائمات التشريعية وتحسينها ما أمكن، لضمان أعلى حظوظ الفوز للحركة وتجنيد أبنائها للفوز في الانتخابات القادمة، حسب تعبيره. وأكد الهاروني أنّ النقاش حول تشكيل قائمات النهضة للتشريعية خلال انعقاد مجلس الشورى في دورته ال29، كان معقدا لوجود عريضة لمراجعة القائمات، نافيا وجود إمكانية لتغيير رؤساء القائمات خاصة قائمة تونس 2. وقال الهاروني ”نبشر من انتظروا انشقاقا في الحركة أنّها خرجت موحدة أكثر من قبل”، مشيرا إلى أن النهضة تتقدم في الساحة السياسية بمؤشرات إيجابية، حسب تعبيره، خاصة بعد فوزها مؤخرا في الانتخابات البلدية في باردو”. وتابع الهاروني: “النهضة خرجت من اجتماع الشورى بعد حوار موسع ومعمّق موحّدة واكثر قوة.. ونقول لمن راهن وعمل على تفككها بانه واهم”. ودعا مجلس شورى حركة النهضة في بيان صدر اليوم الأربعاء 24 جويلية 2019 “المكتب التنفيذي للحركة الى مواصلة جهوده في تحسين القائمات التشريعية والاجتهاد في ذلك ما أمكن”. وطالب مجلس الشورة أبناء الحركة الى التجنّد من أجل تحقيق أفضل النتائج في الانتخابات القادمة مشددا على ضرورة حماية وحدة الحركة ودعمها، ومواصلة جهود التطوير والإصلاح. وأشار البيان إلى أنّ الدورة 29 لمجلس الشورى اتسم بالحوار الثري بين أعضائه وتم التداول في ظروف ومقاييس تشكيل القائمات المترشحة للانتخابات التشريعية والتفاعل معها في هياكل ومؤسسات الحركة. ودوّن الشيخ الحبيب اللوز، عضو مجلس الشورى، على صفحته الرسمية: “الحمد لله على ما حصل البارحة في الدورة الأخيرة لمجلس الشورى من توافق مبارك و تآزر وانسجام، ختم بالعناق والقبل والبكاء بعد اختلاف وتدافع كان له ما يبرره من تنوع مشروع داخل الحركة، ولقد ذكرني هذا الموقف الجلل بمناخات مؤتمر سوسة 1984 حيث خيّم بعد تجاذب مثير الوئام والتصالح والعناق والبكاء بين عديد القياديين ولا سيما بين الشيخين راشد الغنوشي و صالح كركر رحمه الله، وإني لاهنئ بذلك كل أبناء الحركة وكل محبيها وكل الغيورين على المشروع الإسلامي وكل المؤمنين بالخيار الديمقراطي بالبلاد، لقد برهنت الحركة مرة أخرى أنها حركة المؤسسات بامتياز بها تحسن إدارة الخلاف داخلها عبر الاحتكام للشورى وروح الأخوة الإسلامية والاحساس بالمسؤولية الوطنية من أجل تونس أفضل وأرحب لكل أبنائها”. كما دونّ الدكتور لطفي العمدوني على صفحته الشخصية ” نجح نساء النهضة ورجالها من قادة مجلس الشورى والتنفيذي ورئاسة الحركة في دورة استثنائية من معالجة خلافاتهم وتوحيد كلمتهم والخروج الى الزمن الانتخابي بروح التحدي والرغبة في النجاح.. مبروك للمناضلين والحمد لله الذي لم يشمت بنا الأعداء ولم يذهب ريحنا”. وكان اجتماع مجلس شورى حركة النهضة قد انطلق مساء الثلاثاء ليتواصل دون انقطاع حتى السابعة صباحا.