على الرغم من أن تونس بلد ناشئ في الديمقراطية، فإن الشعب التونسي أثبت للعالم بأسره تعلقه بالتعايش والاستقرار. فقد نجحت تونس مرة أخرى في ظرف استثنائي وصعب من تقديم درس في الانتقال السلمي للسلطة بعد وفاة رئيسها الباجي قايد السبسي يوم أمس. وقد تخطت تونس كل السيناريوهات التي كانت متوقعة حول تعطيل تعيين رئيس مؤقت للجمهورية بسبب غياب المحكمة الدستورية. وأكد المحلل السياسي والديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي في تصريح لموقع “الشاهد” أن التونسي ينتقد السياسة والحكومة لكن في أحداث مشابهة يخلط السياسة بالتاريخ بالمشاعر. من جانبه علق المحلل السياسي سامي براهم على التداول السلمي للسلطة قائلا “ما يحدث اليوم من انتقال سلس سلميّ للسّلطة يجب أن يكون درسا لمن يعتبرون أنّ الدّستور مجرّد ورقة شكليّة، ولمن يعتبرون أنّ الدّستور بدعة غربيّة مناقضة لتعاليم الدين، ولمن يعتبرون أنّ الدّستور تضييع للوقت وهدر للمال العامّ، رغم كلّ تعثّرات الانتقال الدّيمقراطي وانتكاساته وهرجه ومرجه وتجاذباته وصراعاته واصطفافاته وانقساماته وانشقاقاته والمتربّصين به من الخارج فقد حسم الدستور الانتقال داخل السّلطة في سويعات قليلة وجنّب البلد الاحتراب الأهلي والفوضى والمغالبة والتدخّل الخارجي والخيار الانقلابي هذا هو الانتقال الدستوري.. ودستور ثورة الحرية والكرامة”. وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت يوم أمس عن وفاة الرئيس قايد السبسي بالمستشفى العسكري بتونس. كما نعى الرئيس المؤقت محمد الناصر سلفه في كلمة إلى الشعب التونسي عبر القناة الوطنية الأولى، قائلا "إن قايد السبسي سيبقى قدوة للأجيال الحاضرة والقادمة". وعقب الوفاة، أعلن رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، الحداد الرسمي لمدة 7 أيام وتنكيس الأعلام بالمؤسسات الرسمية، مضيفا أنه سيتم تنظيم جنازة وطنية كبرى، يؤمنها الجيش الوطني، لتوديع الرئيس الراحل.