بعد وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، لم تدم طويلا حالة الغموض بخصوص المواعيد الانتخابية الجديدة، لتقرّر هيئة الانتخابات 15 سبتمبر المقبل موعدًا للانتخابات الرئاسية، على أن تُفتح أبواب الترشح يوم 2 اوت المقبل وتنطلق الحملة الانتخابية في الثاني من سبتمبر. ومن المنتظر أن تشهد تونس تنافسا ساخنا بين مرشحي الأحزاب والمستقلين، حيث اعلن إلى حد اليوم أكثر من 30 شخصية حزبية ومستقلة استعداداها للترشح للانتخابات الرئاسية. ومن بين هذه الشخصيات مهدي جمعة رئيس الحكومة الأسبق وزعيم حزب البديل، وأحمد نجيب الشابي رئيس الحركة الديمقراطية، والرئيس السابق المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي، وزعيم حزب العمال حمة الهمامي، ورئيس المجلس التأسيسي المنتهية ولايته مصطفى بن جعفر. وزعيم التيار الديمقراطي محمد عبو، والقيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين منجي الرحوي، وعبيد البريكي مرشح حركة تونس إلى الأمام، والأزهر بالي رئيس حزب الأمان، والهاشمي الحامدي زعيم تيار المحبة ورئيس الحزب السدتوري الحر عبير موسى. كما أعلن عدد المستقلين أنهم سيترشحون للرئاسيات من بينها خبير القانون الدستوري قيس سعيد، والكاتب الصحفي والروائي صافي سعيد، والمهندس بوكالة الفضاء الأمريكي (ناسا) محمد الأوسط العياري، والأكاديمية المقيمة بلندن ليلى الهمامي، ورجل الأعمال المقيم بالولايات المتحدة سفيان بن ناصر، والإعلامي عمر صحابو، والناشط السياسي سفيان الشعري. في المقابل، لم تحسم بعض الاحزاب السياسية على غرار حركة النهضة وتحيا تونس مرشحهم للانتخابات الرئاسية، فيما تقول بعض المصادر أن وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة والسياسات العمومية كمال مرجان سيكون المرشح التوافقي لهذه الأحزاب. وانطلق الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي اليوم الأحد 28 جويلية في جمع التزكيات للترشح للانتخابات الرئاسية، علمًا وأنّ عليه جمع 10 ألاف توقيع من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية. وسيشارك حمة الهمامي في الانتخابات الرئاسية دون دعم حزبيّ، خاصة وان الانقسامات والانشقاقات استفحلت في الجبهة الشعبية، وتطوّرت إلى معارك قانونية وسياسية علنية، ما قد يُضعف من حظوظها وحظوظ زعيمها في الانتخابات المقبلة. وستمثّل الأيام القادمة اختبارا جديّا للمرشحين للانتخابات الرئاسية لترتيب أمورهم وضبط برامجهم الانتخابية والاستعداد للحملة الانتخابية.