بعد قراره الالتحاق بالسباق الرئاسي، قرر رئيس الحكومة يوسف الشاهد التصدي للانتقادات التي تلاحقه منذ أن أنشأ حزب “تحيا تونس” الذي لقّب بحزب الدولة، ثم ترشحه للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها. وقد عبّر معارضوه في أكثر من مناسبة عن تخوفهم من استعمال رئيس الحكومة لنفوذه وأجهزة الدولة خدمة لمصلحة حزبه ومصلحته الخاصة. وتبعا لذلك قرّر يوسف الشاهد في مرحلة أولى، التخلي عن جنسيته الفرنسية لإثبات التزامه بالقوانين والدستور وحثّ المترشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة والذين يحملون جنسية ثانية على التخلي عنها وفق الفصل 74 من الدستور الذي ينص على أن كل مترشح للانتخابات الرئاسية حامل لجنسية أخرى يقدم تعهد بالتخلي عن الجنسية الثانية في حالة فوزه بالانتخابات، لكن سرعان ما تحوّل إعلانه عن حمله لجنسية ثانية بعد ثلاث سنوات من توليه رئاسة الحكومة إلى حديث الساعة. وقد استنكر السياسيون جهل المواطن التونسي بالجنسيات المزدوجة التي يحملها رئيس حكومتهم كما فتحت هذه الخطوة التي أقدم عليها الشاهد النار عليه وعلى كل من تقدم للانتخابات أو تقلّد منصبا في الدولة وهو حامل لجنسية مزدوجة حتى أن البعض اتهمهم بالخيانة. وقرّر الشاهد، في خطوة ثانية، تفويض صلاحياته إلى وزير الوظيفة العمومية كمال مرجان إلى انتهاء فترة الحملة الانتخابية، ليتفرّغ بذلك إلى حملته الانتخابية دون الإضرار بسير دواليب الدولة، لكن مبررات رئيس الحكومة لم تقنع السياسيين ولا أساتذة القانون الدستوري الذين أعربوا عن عدم ارتياحهم لهذه الخطوة خاصة وأن الدستور اشترط عجز رئيس الحكومة عن القيام بمهامه لتفويض صلاحياته في حين أنه لا وجود لبوادر عجز كالمرض أو السفر. كما أن اختيار رئيس الحكومة توقيت الإعلان عن تفويض صلاحياته لكمال مرجان تزامنا مع ظهور منافسه عبد الكريم الزبيدي في حوار تلفزي اعتبر من باب استعمال المرفق العام للتشويش على منافسه في الرئاسية. واتهم رئيس حزب أفاق تونس ياسين براهيم رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالتشويش على منافسه للرئاسية عبد الكريم باستعمال المرفق العمومي وذلك على خلفية اختيار الشاهد توجهه بكلمة إلى الشعب التونسي عبر القناة الوطنية الأولى على الساعة السادسة مساء أي قبل حوار الزبيدي على قناة الحوار التونسي بنصف ساعة . وتساءل ابراهيم قائلا "ما الداعي لأن يتوجه رئيس الحكومة بكلمة إلى الشعب التونسي على القناة الوطنية الأولى مساء هذا اليوم نصف ساعة قبل الحوار المبرمج سلفا لمنافسه الدكتور عبد الكريم الزبيدي باستعمال المرفق العمومي؟. وتابع متسائلا: " هل هناك حدث كبير يستدعي ذلك أم أن الأمر يتعلق بإرادة التشويش على منافس؟" وأضاف: "إن المنافسة الانتخابية النزيهة تقتضي ضمان تكافؤ الفرص وحياد مؤسسات الدولة داعيا الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري و نقابة الصحفيين إلى ممارسة دورهم التعديلي والمهني من أجل وضع حد لهذا الاستغلال المتكرر للتلفزة الوطنية في الدعاية الشخصية للمترشح يوسف الشاهد."