كان النائب الصحبي بن فرج من بين الحاضرين في موكب افتتاح المقر الرسمي لحملة المترشح للانتخابات الرئاسية عبد الكريم الزبيدي، وفُهم حضور بن فرج على أنه مساندة للزبيدي وخروج من حزب تحيا تونس الذّي رشّح رئيسه يوسف الشاهد للرئاسية. والصحبي بن فرج هو من أبرز المساهمين في صناعة كتلة الائتلاف الوطني التي كانت البذرة الأولى لتأسيس حزب “تحيا تونس” ويعتبر من أشرس المدافعين عن الحكومة وخياراتها، وكان جدار الضدّ في وجه خصوم الشاهد، وأول من تحدث عن “ميلاد زعيم” للعائلة التقدمية الوسطية متحدثا وقتها عن رئيس الحزب والحكومة. وقبل فتح باب الترشح للانتخابات التشريعية، أعلن بن فرج في تصريح اذاعي أنه سيترأس قائمة حزبه في منوبة، ليُبعد من رئاسة القائمة ويحيلها الحزب إلى خليل الغرياني الوافد على الحزب يوم إعلان تأسيسه، والذي تجمعه علاقة قرابة عائلية بالشاهد . لكن المعطيات تغيرت خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، وربما منذ إعداد ملف تأسيس الحزب، على خلفية إبعاد بن فرج من التركيبة القانونية المؤسسة، ثم من اللجان والهياكل العليا للحزب، ولم ينل بن فرج أي موقع قيادي بارز، وسقط في انتخابات داخلية للكتلة. وعرف الحزب منذ تأسيسه صداما بين الكتلة والقيادة وكذلك بين الكتلة والتجمعيين الذين دخلوا للحزب بأعداد كبيرة وهو ما جعل بن فرج يبتعد عن الصفوف الأولى للحزب بعد كان أحد الأطراف الأساسية في تشكيل الكتلة وفي النواة الأولى منذ استقالته و4 من النواب من حركة مشروع تونس. الصحبي بن فرج خاض عديد المعارك ضدّ منافسين ومعارضين للشاهد غير أنه في الأخير سقط في غربال الحزب في اختيار رؤساء القوائم لتكون له تجربة ثالثة فاشلة في العمل السياسي منذ 2013. وترشّح بن فرج على قوائم نداء تونس في 2014 وانتخب عضو في مجلس نواب الشعب ثم غادر الحزب وأسس مع مجموعة من الغاضبين يتقدّمهم محسن مرزوق حركة مشروع تونس ثم خرج في 2018 غادر من جديد الحزب مع 4 قيادات وأسس كتلة الائتلاف الوطني التي كانت حزاما سياسيا للحكومة.