تصاعدت وتيرة الأحداث السياسية في تونس تزامنا مع انطلاق الحملة الانتخابية التي انطلقت السبت الماضي خارج تونس وانطلقت اليوم داخلها. وفي الوقت الذي يتنافس فيه المترشحون الستة والعشرون للوصول إلى كرسي قرطاج، خرج البعض منهم ليؤكد أنه مطارد ومهدد ربما بالسجن من قبل رئيس حزب تحيا تونس يوسف الشاهد. واتهم سليم الرياحي رئيس حركة الوطن الجديد يوسف الشاهد بمطاردته وتلفيق القضايا ضده وتهجيره خارج تونس، ليكون “أول مناضل تونسي بعد الثورة”، وفق قوله. الرياحي اكد أيضا أنه ملاحق “من أعداء لا يؤمنون بالديمقراطية ويتمسكون بالبقاء في السلطة، حتى وإن اقتضى ذلك ملاحقة الخصوم السياسيين بملفات قضائية على المقاس، من بينها الملف القضائي ضده والذي اعتبره مظلمة.” وقال الرياحي، في تصريحات من منفاه الاختياري في باريس، “إن هذه المظلمة ستزول وانه سيسترجع كل حقوقه وأنه سيلتقي في القريب العاجل بأنصاره في تونس أثناء الحملة الانتخابية في الدور الأول من الرئاسية وفي حملة التشريعية، التي قال عنها ان هدف حزبه الفوز بهما ليحقق هدفه الرئيسي وهو بناء حزب كبير يستوعب العائلة الوسطية”. من جانبه هاجم المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قايد السبسي، يوسف الشاهد على خلفية استعمال السلطة ووسائل الدولة ضدّ منافسيه ومواصلة السعي للاستيلاء على نداء تونس. وصرّح قائلا: “أنا اليوم في فرنسا لحماية نداء تونس لأنّه لو كنت في تونس يلفّقون لي ملفا وتهما وغيرها وهذا رأيته عند عودتي من الخارج الأسبوع الفارط”. وتابع قائلا: “كما تم ضرب رأس حزب آخر منافس لنا، كانت النية ضرب نداء تونس للاستيلاء على الحزب”. أمّا نبيل القروي المترشح للانتخابات الرئاسية والذي تم إيقافه مؤخرا وإيداعه بالسجن في قضية تبييض أموال وتهرب ضريبي، لم تهدأ قناته الخاصة “نسمة” بكلّ إعلامييها وضيوفها القارّين عن الحديث عن تلفيق يوسف الشاهد التهم ضد القروي وإيداعه في السجن، حيث اعتبروا أن ذلك يمثل خطورة على العملية الانتخابية ويهدد الديمقراطية الناشئة في تونس. في المقابل، نفى يوسف الشاهد أيّة علاقة له بإيقاف المترشّح للرئاسية نبيل القروي، غير أنّه أقرّ بأنّ توقيته يشوّش على الجوّ السياسي والمناخ الانتخابي. يشار إلى أن الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها انطلقت اليوم الاثنين 2 سبتمبر، ويتنافس في هذا السباق الانتخابي 26 مترشحا.