أثار المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها عبد الكريم الزبيدي جدلاً، بسبب اخطائه الاتصالية الكارثية وتصريحاته الخطيرة، التي من شأنها أن تهزّ من صورة الجيش وحياده، بحسب ما يؤكده مراقبون. وبعد حديثه عن “الانقلاب” ومحاولته تطويق البرلمان بالدّبابات، أثار الزبيدي جدلا بعد زجّه بصورة الجيش وقياداته العليا في حملته الانتخابية. وظهر الزبيدي، أمس السبت، في اجتماع شعبيّ أمام روضة آل بورقيبة بالمنستير، وهو بصدد التعريف ببرنامجه الانتخابي، غير أنه أرفق التعريف بصور لقيادات عليا من الجيش، حيث تم خلال الاجتماع تمرير صورهم في شاشة عملاقة خلفه خلال تقديمه لبرنامجه. وأثارت الصور استنكار رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر نشطاء أن ذلك من شأنه أن يهزّ من صورة المؤسسة العسكرية وحيادها والثقة بها. ودعا الإعلامي والناشط السياسي طارق الكحلاوي الهيئة العليا المستقلة للانتخابات للتدخل العاجل، وإصدار موقف ضدّ هذه الممارسات التي وصفها “بالخطيرة”. وقال الكحلاوي في تدونية نشرها على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” “من يقفون وراء الزبيدي يصرون على توظيف الجيش… هذا الإصرار على تضخيم صورة “الرجل القوي” غير المتناسبة معه من إعلانه نية الانقلاب وصور قيادات الجيش أصبحت تلامس الخطر والمغامراتية”. وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها الزبيدي جدلا، حيث سبق وأدلى بتصريحات وُصفت بالخطيرة في حوراه مع قناة “حنبعل”، عندما تحدث عن وضعه المؤسسة العسكرية على أهبة الاستعداد لمنع انعقاد جلسة عامة بمجلس نواب الشعب، بعد رواج معلومات عن اعتزام النواب انتخاب رئيس جديد للمجلس وتكوين لجنة طبية للنظر في الوضع الصحي لرئيس الجمهورية الذي نقل يومها إلى المستشفى العسكري. واعتبر عديد السياسيين أنّ الزبيدي يراكم الأخطاء التي تجعله شخصية غير مؤهلة لقيادة البلاد، ولعلّ أخطر ما ورد على لسانه، تعليقا على اختراق المجال الجوي التونسي من قبل طائرة عسكرية ليبية، إفشاؤه لسرّ يتعلق بالقدرات الدفاعية، حيث كشف أنّ المؤسسة العسكرية التونسية غير قادرة بوسائلها الحالية على كشف الخروقات الجوية عندما تكون في مستوى ارتفاع طيران المقاتلة الليبية التي حطّت قرب بنقردان.