منذ الثورة التي أسقطت نظامه سنة 2011، تضاربت الأخبار حول مصير بن علي وعائلته، وسط معلومات شحيحة عادة ما تُختصر في صورة أو أقوال منقولة على لسان محاميه منير بن صالحة الذي أكد مؤخّرا أنّ موكله مريضٌ جدّا وأنّه في صحة سيئة. منير بن صالحة قال كذلك في تصريح لإذاعة “موزاييك”: “كنتُ دائمًا أفنّد الأخبار التي كانت تروج بين الحين والآخر، حول صحة الرئيس بن علي، هناك اخبار كانت تقول إنه مات، وأخرى تقول إنه يحتضر، وكنت دائما افندها لأنها كانت أخبرا زائفة، أما اليوم فأسمح لنفسي ان أقول أن موكلي الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي مريض جدا، وحالته الصحية سيئة”. وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها محامي بن علي أو عائلته أنباء، تخص صحة الرجل البالغ من العمر 83 سنة، والذي لم يدل بتصريح منذ هروبه إلى السعودية في ثورة 14 جانفي، التزاما بشروط إيوائه في المملكة. وأثار هذا الموضوع جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء بين من اكتفى بالدّعاء له بالشفاء وبين مشكك في صحة الأخبار، خاصة وأن بن صالحة أعلن عنها في وقت حساس قبل يومين من الانتخابات، بعد أن كان قد فندها منذ أشهر ، واصفا من يتحدث عن مرضه “بالكاذب”. وقال احد المعلقين “كلنا عارفين الي قبل الانتخابات بقليل ستخرج هذه الإشاعة مثل كل مرة. لتغيير حديث الشعب عن السياسة والانتخابات. الى موضوع بن علي”. وكتب آخر “المستشفيات التونسيه تعج بالمرضى كذلك وهم لا يملكون ثمن الدواء نتيجة سرقات المخلوع، لماذا لا تتحدث عنهم أو أنّه يتوجب أن يوكلوك حتى تدافع عنهم..” أما شادية فعلقت قائلة “عيب واحد يشمت في المرض ربي يشفيه..” وعلق أحد المدونين “مناورة سياسية لكسب عطف الناس مع عبير موسي ممثلة التجمع..” ومنذ سنة 2011 صدرت في حق بن علي أحكام غيابية، بعشرات السنين، بناء على تهم تتراوح بين الفساد والتعذيب، والقتل. وأعلن المترشح للانتخابات الرئاسية عبد الكريم الزبيدي في منطلق حملته أنّه سيسعى لعودة بن علي إلى تونس، وبات موضوع عن العفو عن الرئيس السابق جزءا من الأسئلة التي يوجهها أغلب الإعلاميين للمترشحين لرئاسة الجمهورية بخصوص برنامجهم الانتخابي.