خاض المترشحون للانتخابات الرئاسية تجربة فريدة في الوطن العربي وهي التناظر تلفزيا وذلك من أجل ضمان حق الناخب في اختيار المرشح الذي يقنعه، إلى جانب ضمان حق المترشح في التوجه للناخبين. وأعلنت التلفزة الوطنية أنها ستجرى المناظرات الخاصة بالانتخابات التشريعية “الطريق إلى باردو” يومي 1 و2 أكتوبر القادم، وسيتناظر في كل مناظرة 9 ممثلين عن القائمات الذين تم اختيارهم عن طريق القرعة وهم يمثلون القائمات المترشحة الأكثر تمثيلية، علما وأن كل المناظرة ستدوم ساعتين ونصف. كما أن مقدمي الحوار بإمكانهم طلب توضيح إذا كانت إجابة المترشح غير واضحة ولكن دون الدخول في المحاججة. وقد أعرب العديد من المتابعين للشأن السياسي عن استحسانهم لهذه البادرة التي تكسر رتابة البرامج السياسية ذات الاتجاه الواحد والتي فقدت نوعا ما مصداقيتها. وكانت الأستاذة المحاضرة في الإعلام والاتصال بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار سلوى الشرفي قد أكدت أن التجارب في الدول الديمقراطية أثبتت أن المناظرات تساعد المترددين في اختياراتهم. وأضافت الشرفي أن المتردّدين هم الأغلبية الصامتة، وهم عادة خارج الأحزاب وخارج الإيديولوجيا والسياسة، لذلك تمكنهم المناظرة من اختيار مرشحهم، مشيرة إلى أن المناظرات لا تؤثر في أولئك الذين اتخذوا قرارهم تبعا لأسباب ومقاييس خاصّة. وحتى إن فشل مرشحهم في المناظرة يقدمون ذلك الفشل في صيغة إيجابية.