مع بدء العدّ التنازلي واقتراب مواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية، عادت بعض الأحزاب إلى مربّع الاستقطاب الثنائي الذي كان مسيطرا على الأجواء الانتخابية لسنة 2014، و الذي كانت له مساهمة فعاّلة في صعود النداء على المستوى البرلماني والرّئاسي والحكومي . ويحاول نبيل قروي رئيس حزب قلب تونس، استدعاء خطاب الاستقطاب الثنائي، الذي كان أحد مهندسيه سنة 2014 بوقوفه داعما بقناته الخاصّة لحزب نداء تونس، دعما لم ينفه نبيل القروي حينما قال للمدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قايد السبسي، في تسريب صوتي، إنه يرفض أن يلعب من جديد دور “الخمّاس” ، مخيّرا هذه المرة النزول إلى ساحة المعركة بنفسه . وبذات السّلاح، انطلق نبيل القروي في إشعال فتيل الاستقطاب الثنائي وإعادة معركة (نحن وهم)، (الحداثيين والرجعيين)، (قلب تونس وحركة النهضة)، معركة يؤكد القروي أنها وصفةٌ ناجحة و”مُجرّبة” للوصول للحكم، في الوقت الذي يؤكد فيه خبراء أن التّونسيين لن يسقطوا مجدّدا في فخّ الصراع الهووي والاستقطاب الثنائي، الذي تبيّن بعد 2014 أنه كذبة كبرى وصناعة سياسية لاستقطاب الأصوات. وفي رسالة منسوبة إلى نبيل القروي نشرت أمس الثلاثاء توجه بالخطاب إلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مستعيدا مفردات ملفات التضليل والتشويه، مستخدما ملف ما يعرف ب”الجهاز السري” الذي توظفه أطراف يسارية في تونس وقنوات خليجية لتوجيه الرأي العام خلال الفترة الانتخابية. وبلغة التهديد والوعيد، انطلق أنصار نبيل القروي في دقّ الطبول استعداد لما وصفوه بالمعركة، حتّى أن أحد الصحفيين المخلصين للقروي دعا إلى رفع السلاح للإفراج عن القروي، بل الأدهى من ذلك أن ذات الصحفي وهو توفيق بن بريك دعا منافس القروي قيس سعيد إلى التنازل لصالح رئيس قلب تونس، وهو ما وصفه البعض بالأمر “المُخجل”. فيما اتّهمت سميرة الشواشي القيادية بحزب قلب تونس، في ندوة صحفية عقدها الحزب اليوم الأربعاء، حركة النهضة وحزب تحيا تونس بالوقوف وراء دخول القروي للسجن، رغم أنّ الرأي العام اطلع على حقيقة أن القروي موقوف بسبب تهم فساد بناء على شكوى من منظمة أنا يقظ، وهي منظمة مستقلة للشفافية، تقف على نفس المسافة من كلّ الأحزاب السياسية. يذكر أن نبيل القروي ساهم عبر برامج ترويجية وسياسية موجهة في فوز نداء تونس بالانتخابات البرلمانية ووصول الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي لكرسي الرئاسة في 2014 على حساب منافسه المنصف المرزوقي. ويسعى نبيل القروي إلى إعادة إحياء مربع الاستقطاب الثنائي واعادة مفاتيح 2014، بإبراز نفسه كبديل لحركة النهضة ومنافس لها، خاصة وأن مؤسسات استطلاع الرأي أكدت أن حركة النهضة تتنافس على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية مع حزب قلب تونس.