تشير النتائج التقديرية إلى تحقيق المرشّح الرئاسي قيس سعيد لانتصار ساحق في دورة الإعادة للانتخابات الرئاسية التونسية 2019 ليكون سعيّد الرئيس الثامن للجمهورية التونسية منذ 1957. وجاء انتصار سعيّد في نفس سياق نتائج الانتخابات التشريعية التي أعطت أغلبية للأحزاب والائتلافات المحسوبة على الثورة بعد أن منح الشعب التونسي ثقته في 2014 لنداء تونس والذي يعتبر سليل النظام القديم. عاشت تونس سنوات صعبية بين 2014 و2019 حيث توقّف مسار بناء المؤسسات الدستورية كما عاشت صعوبات كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، كانت من نتائجه معاقبة الشعب التونسي للأحزاب المنشقّة عن النداء حيث أنها لم تتجاوز 25 نائبا في البرلمان القادم. ونتيجة للفشل الذريع الذي حققه نداء تونس ومشتقاته في الفترة السابقة، اختار الشعب التونسي هذه المرّ العودة إلى الاحزاب والشخصيات المحسوبة على الثورة من أجل تحقيق ثورة اقتصادية واجتماعية حقيقية. وكانت الانتخابات التشريعية أفرزت فوز 4 كتل محسوبة على الثورة وهم حزب حركة النهضة وحزب التيار الديمقراطي وائتلاف الكرامة وحركة الشعب وهو ما يجعل إمكانية تشكيل حكومة ثورية بمساندة من رئيس دولة محسوب على الثورة أمر أسهل مما كان عليه الوضع قبل الانتخابات. ومن المنتظر أن يقوم رئيس الجمهورية الجديد قيس سعيد بتكليف حركة النهضة بمشاورات لتشكيل الحكومة وقد يكون له دور ما في تقريب وجهات النظر من أجل تشكيل حكومة ثورية متجانسة مع بعضها ومع رئيس الجمهورية.