كلما هطلت الأمطار في تونس تعطلت الطرق وظهرت فيها حفر وانزلاقات في التربة، وهذا ما حدث أمس، بعد أمطار غزيرة كشفت عدم قدرة البنية التحتية على استيعاب الأمطار الطوفانية، وهو ما جعل الكثيرون يتساءلون حول الأسباب ويفتحون ملف فساد المقاولين التي تتعامل معهم الدولة في إطار الصفقات العمومية، ناهيك عن كيفية تعامل وزارة التجهيز مع مشاكل البنية التحتية، خاصة وأنها قادمة على موسم شتوي يؤكد خبراء أنه لن يكون سهلاً. وفي هذا السياق، أكد وزير التجهيز والإسكان، نور الدين السالمي أن البنية التحتية تستوجب إعتمادات كبيرة وتتطلب تهيئة ومتابعة كل سنة، معبرا في هذا السياق عن أسفه للتخفيض في الميزانية المخصصة لوزارته ب20 بالمائة مقارنة بالسنتين الماضيتين. وإعتبر نور الدين السالمي في حديث لإذاعة “شمس اف ام اليوم، الثلاثاء 29 أكتوبر 2019، أن ما عاشته أريانة أمس من فيضانات وتسرب الماء للمنازل وما عرفته من شلل قد يتكرر السنة القادمة، معلنا في هذا السياق تخصيص 200 مليار في إطار مشروع لحماية تونس الشرقية من الفيضانات. هذا وأدت أمطار غزيرة شهدها إقليم تونس الكبرى،أمس، إلى تعطل تام في حركة السير وتوقف عدة خدمات عامة، كما تسببت في عدة أضرار مادية، رافقتها موجة غضب على السلطات، بسبب فشلها في صيانة وتطوير أنظمة الصرف، وتفشي الفساد في قطاع المقاولات والتلاعب بصفقات مشاريع البنية التحتية. كما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات مقاطع الفيديو والصور التي توثّق لهول الأضرار التي خلّفتها السيول في أماكن مهمة من العاصمة ، حيث غمرت المياه محطات النقل العمومي وتحطمت بعض الجسور والطرقات بسبب هذه الأمطار القياسية، كما اجتاحت المياه منازل مواطنين، وسط توقعات باستمرار هذه التقلبات الجوية خلال الأيام القادمة وتوسعها إلى مناطق أخرى في البلاد، وفقا للهيئة الوطنية للأرصاد الجوية.