مباشرة بعد قرار إقالته، تحدث الزبيدي للوسائل الاعلامية عن “أسرار”اجتماعات عليا على رأس الدولة التأمت قبل قرار الاقالة بقصر قرطاج، وعاتب الزبيدي ومن خلال مداخلته رئيس الجمهورية قيس سعيد، الذي قال انه “غير موقفه 180 درجة بعد مقابلته للشاهد الذي دبّر قرار الاقالة” ومستنكرا التركيز على غياباته هو من المجالس الوزارية رغم ان وزراء آخرون تغيبوا اكثر منه ولم يتم التحدث عنهم وفق تعبيره. ولم يكتف الزبيدي بذلك ليتحدث عن أسباب تغيبه عن مجلسين وزاريين ، مشيرا إلى أنه تغيب عن الأول بسبب رفضه التداين والثاني لموقفه من مشروع الميزانية الذي نعته ب”قطوسة في شكارة”. واستنكر نشطاء تصريحات الزبيدي وعودته مجدّدا إلى إفشاء أسرار الدولة احتجاجا على إقالته ، وقال أحد المدونين “ان افشاء اسرار من وزير الدفاع لا يدخل قط في خانة حرية التعبير.. فللمنصب هبته وللدولة هبتها ولا يجوز قط لوزير في مكانته ان يخرج عن الثوابت السياسية في اداء الحكم..كان يمكن له بعد فترة كتابة ذكرياته والتعريج على ما حصل ولكن لا بقبل لوزير ان يتوتر ويفقد السيطرة لانه وقعت اهانته باقالته باساليب غير اخلاقية”. وكتب محرز العماري ” اسرار الدولة على قارعة الزبيدي ..هذا وزير أم غفير” وعلّق حافظ الشرمي ” الزبيدي يهرول من قناة لقناة و من إذاعة لإذاعة…التبكّي و التشكّي…ولسانو تسرّح ..ماهكذا تؤتمن أسرار الدّولة..” أما الاعلامي صالح الازرق، فقد اعتبر أن تصريحات الزبيدي الاعلامية تثبت أن الزبيدي لم يكن يليق بوزارته التي تجبره في العادة على اتّباع سياسة ضبط النفس والاتزان تحت الضغوطات والمواقف الحرجة، وتساءل صالح الازرق ” كيف نصدق ان هذا الرجل حريص على امن البلاد وهو في سويعات نشر كل الأسرار ولم يتقبل قرارا في حقه من رئيس الدولة …؟ وتابع “تصريحات هذا الوزير بدون ضوابط ولا احساس بأمن بلاده على الهواء دليل قاطع ان قرار الرئيس كان صائبا جدا ، فتونس تحتاج وزراء اوفياء لها ، وليس فقط باحثين عن راتب ..” وليست هذه المرّة الأولى التي يُنتقد فيها الزبيدي لتصريحاته، حيث كانت له أخطاء اتصالية وصفت “بالخطيرة” عندما كان مترشّحا للانتخابات الرئاسية، أبرزها حديثه عن الانقلاب المزعوم وتصريحاته حول الدّبابات التي فكرّ في إرسالها لمحاصرة البرلمان.