حدث في مثل هذا اليوم 7 نوفمبر 1911 أحداث بقيت راسخة في تاريخ تونس وكانت مرحلة مهمّة في مسار النضال الوطني ضدّ الاستعمار، وهي أحداث الزلاج، حيث سعت السلطات الاستعمارية الفرنسية إلى تمكين أحد الأعوان من أخذ قياسات مساحة المقبرة استعدادا لتسجيلها بالسجل العقاري وبالتالي ملكيتها، وهو ما اعترض عليه التونسيون قبل أسابيع من الحادثة خوفا على مصير المقبرة التاريخية وغيرة على جثامين أهاليهم وأجدادهم. كانت تلك الحادثة شرارة للمواجهات العنيفة التي اندلعت يومها بين التونسيين وقوات الاستعمار ثم بين التونسيين والإيطاليين على خلفية مقتل شاب تونسي برصاص إيطالي واحتجاجا على بداية الغزو الإيطالي ليلبيا مخلفة عشرات الشهداء الذين دخلوا بطريقة عفوية في مواجهة مثّلت دافعا للحركة الوطنية ونقطة تحول جوهرية في التفكير لتصعيد مواجهة الاستعمار. استمرّت المواجهة يومين وسقط أعداد من التونسيين شهداء ثم أقيمت ل74 شخصا محاكمة في بداية سنة 1912 وحكم على 7 منهم بالإعدام وعلى 18 بالأشغال الشاقة”. أقيمت المقصلة بباب سعدون وتم إعدام 7 من رفاق المنوبي الخضراوي المشهور بالجرجار والذي بقى اسمه راسخا في تاريخ تونس الحديث حيث بقي رثاء أمّه له إلى اليوم يردد في أشكال مختلفة، فبعد أن شهدت فصل رأس ابنها عن جسده في مشهد رهيب ومرعب، هامت تجول بين الضواحي والمدن والأحياء وهي تردّد: “بره وايجا ما ترد أخبار.. على الجرجار.. يا عالم الأسرار، صبري لله”. بقي رثاء أم الجرجار يتردد بين الأفواه حتى أصبحت أغنية شعبية يتغنّى بها الناس في الأعراس بل ويرقصون عليها دون أن يدركوا معانيها وقصّتها التي فجعت بها أم مكلومة فقدت فلذة كبدها. وفي 1973 أعادت الفنانة ليليا الدهماني للأغنية رونقها بعد أن غنّتها في قصر الرئاسة بلحن حزين ممزوج باستحضار التاريخ ورقّة الأداء.