لم تمر جلستان منذ افتتاح الدورة البرلمانية الحالية 2019- 2024، دون أن تشهد قبة البرلمان اختلافات بين نواب الكتل وصلت حد المشادات الكلامية وتراشق التهم، في مشهد يذكّرنا بأولى جلسات المجلس الوطني التأسيسي. وقد أعزى محللون هذه الصدامات الى المشهد الفسيفسائي البرلماني الذي أفرزته الانتخابات التشريعية، إلى جانب تساوي ميزان القوى بين معظم الكتل. لكن السؤال المطروح هل ستمضي هذه المدة النيابية على هذا النحو أم أنها صراعات وقتية ستمضي بمرور الأيام؟ وتجلت أغلب المناوشات المرصودة بين نواب كتلة الدستوري الحر وعلى رأسهم عبير موسي ونواب كتلة ائتلاف الكرامة، وقد أثارت مساء أمس موسي خلال الحصة المسائية من الجلسة العامة المخصصة لانتخاب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب والتي فاز بها النائب طارق الفتيتي حالة من الفوضى في البرلمان كما تهجمت على النائب زياد الهاشمي قائلة “أنتم إرهابيون ودواعش”. ورد زياد الهاشمي علي عبير موسي بالقول “زايد حدك حد التزغريط”، قبل أن يتدخل رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف مخلوف ويطلب من زياد الهاشمي الهدوء ومغادرة قاعة الجلسة. وتعليقا على ما حدث أكد النائب عن ائتلاف الكرامة عبد الطيف العلوي أن النائب عبير موسي جاءت للبرلمان للتهريج والتشويش وليس لها بضاعة يمكن أن تقدمها للشعب التونسي والإعلام غير الاستعراضات التجمعية، في إشارة إلى منصبها أمينة عامة مساعدة بالتجمع الدستوري المنحلّ. وأضاف العلوي في تصريح لموقع “الشاهد” أن عبير موسي تمارس الشعبوية القديمة وتعتبر نفسها نائبة شعبة وليست نائبة شعب ومازالت تمارس في نفس الأسلوب “الله احد الله احد وبن علي ما كيفو حد”، مضيفا أنها تريد القيام بعروض في مجلس النواب لأنها تشعر بأنها متروكة على هامش التاريخ والبلد، وفق تعبيره. وقال العلوي: “عندنا من النواب من تشنّج ورد عليها والأصل أن لا يردّا”، مضيفا: “سنوصي نوابنا أن يتركوها مستقبلا تقدم عروضها ويتعاملون معها وكأنها قطعة من أثاث مجلس النواب”. وتوقع العلوي أن لا يتواصل سلوك عبير موسي وأن تعرف حجمها وتبقى على الهامش، حسب قوله.