أثارت الافتتاحية التي كتبها البشير بن يحمد في مجلته “جون أفريك” الفرنسية مؤخرا، عديد الانتقادات، لأنّه اعتبر يوم 13 نوفمبر 2019 تاريخ انتخاب راشد الغنوشي رئيسا لمجلس نواب الشعب “يوما مشؤومًا على تونس”. ويلوم منتقدو بن يحمد ما عبّر عنه من حنين للاستبداد وإنكار للمسار الديمقراطي في تونسي وللإرادة الشعبية. وكان بن يحمد صريحا في ولائه للنظام القديم، الذي استفاد منه شخصيا عبر دعم مجلّته بسخاء من قبل وكالة الاتصال الخارجي ثمن الانخراط في الدعاية لبن علي. وقال بن يحمد “بورقيبة الذي حارب الإسلاميين ومن خلفه بن علي الأكثر شراسة عليهما أن يتقلبا في قبريهما بعد سماع خبر فوز الغنوشي برئاسة البرلمان”، وتابع قائلا: “كم نحتاج من الوقت لطردهم ديمقراطيا؟ ربما سنوات، فبمنح راشد الغنوشي رئاسة البرلمان عادت تونس قرنا إلى الوراء”. وتظهر الوثيقة التي حصل عليها موقع “الشاهد” أنّ بن يحمد كان صارما من أجل عدم إزعاج بن علي، وحتى لا تكون المجلة منبرا للتعبير عن آراء ناقدة لنظام بن علي، بل شدّد على أنّ الترويج لتحول تونس إلى دولة بوليسية تحت حكم بن علي قول خاطئ ومبتذل وغير مقبول. فقد وجّه بشير بن يحمد مدير مجلة جون أفريك رسالة حادة اللهجة إلى رؤساء التحرير بالمجلة مؤرخة في 15 ديسمير 1989 أبلغهم أنّه لا يقبل اللامبالاة وعدم المسؤولية التي قد تؤدي إلى المصادرة والمنع. وأشار بن يحمد إلى عيّنة من المقالات المقصودة وهي تقرير حول زواج عمر بنقو. ومقال حول تونس منشور بعدد 1509 يتحدث عن تحول تونس منذ 7 نوفمبر1987 إلى دولة بوليسية، “وهو قول خاطئ ومبتذل”، حسب ما جاء في رسالة بشير بن يحمد. كما أشار مدير جون أفريك إلى الحوار الذي أجري مع راشد الغنوشي وأكّد أنّه لا يقبل أن تستعمل جون أفريك من قبل الإسلاميين لتصفية حساباتهم مع الحكم. وختم بشير بن يحمد رسالته بالقول: “أدعوكم إلى أداء عملكم دون استفزازات”. لطفي حيدوري