يحتفل العالم يوم العاشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. هذا الإعلان والذي تتفاوت الدول في احترامه وتطبيق مبادئه، كثيرا ما رمت ببنوده أنظمة عربية عرض الحائط وارتكبت جرائم ضدّ شعوبها بقيت راسخة إلى الآن، بل ومازالت أنظمة أخرى ورثت الظلم والاستبداد تواصل على ذلك النهج دون هوادة. مجازر عبد الناصر ضدّ الإخوان انتمى جمال عبد الناصر في شبابه لحركة الإخوان المسلمين وكان من اعضائها في الجيش المصري غير أن الحكم فرّق بين الجماعة وناصر والتي كانت السند الشعبي لانقلابه على الملك فاروق سنة 1952. وبعد صعود ناصر إلى الحكم تم حلّ الجماعة واتهمها في 26 أكتوبر 1954 بمحاولة اغتياله وأعدم 6 من قيادتها ثم أطلق الرصاص الحي في بداية جوان 1957 على أكثر من 180 سجينا داخل الزنازين. وخلال فترة عبد الناصر قتل المئات من الإخوان بسبب معارضتهم لعبد الناصر والذي اعتبرهم ضدّ الدولة ويسعون لقلب نظام الحكم وتغيير النمط المجتمعي للشعب المصري. مجزرة تل الزعتر في العام 1976، نفذت قوات حافظ الأسد حصارًا خانقًا على مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين شمال شرق العاصمة اللبنانيةبيروت، وذلك في ظلّ الحرب الأهلية التي شهدها لبنان لسنوات عديدة، حيث تمّ قصف المخيم بحوالي 55 ألف قذيفة، وقالت مؤسسات ومراصد حقوقية إنّ أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني قتلوا في تلّ الزعتر، وذبح قسم كبير منهم بالسكاكين. مجزرة حلب نفذت قوات الأسد إنزالًا في سجن تدمر الصحراوي في السابع والعشرين من جويلية عام 1980، بعد محاولة اغتيال فاشلة تعرّض لها حافظ الأسد، حيث تمّ إعدام أكثر من 600 قتيل، فيما تشير مصادر حقوقيّة إلى أنّ العدد تجاوز ذلك بكثير، ليصل إلى 1200 قتيل. ليست هذه المرة الأولى التي تتعرّض فيها حلب لمجزرة من هذا النوع، ففي عام 1980، نفّذ نظام الأسد مجزرة في اليوم الأول من عيد الأضحى، وذلك بعد حصار 100 مواطن، حيث تمّ إطلاق النار عليهم دفعة واحدة ودفنهم في مقبرة جماعيّة، وجاءت هذه المجزرة امتدادًا لمجازر أخرى مثل مجزرة سوق الأحد وبستان القصر والكلاسة وأقيول، والتي راح ضحيتها آلاف القتلى. مجزرة حماة تعتبر مجزرة حماة من أكبر المجازر التي ارتكبها الجيش السوري ضدّ عصيان مدني بالمدينة حيث قصف الجيش السوري في فيفري 1982 المدينة بالمدفعية بعد تطويقها ثم بعد هذا كله تم مكافأة العسكريين الذين شاركوا في هذه المجزرة. وذكرت التقارير الدبلوماسية الأولية الواردة من الدول الغربية أن 1000 قد لقوا حتفهم خلال هذه المجزرة، بينما اختلفت التقديرات التي صدرت في وقتٍ لاحقٍ حيثُ قيل إنّ 2000 مواطن سوري قد قُتلوا خلال الحملة وهو العدد الذي تبنّتهُ عددٌ من وسائل الإعلام الحكوميّة، فيما قدّر آخرون وعلى رأسهم روبرت فيسك أن عدد الضحايا قد بلغَ 20000، بينما قالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان إن حصيلة الضحايا قد تجاوزت ال 40000. مجزرة رابعة.. دماء الفجر شهدت مصر في صيف 2013 أشهرا مليئة بالدماء والقتل بعد الانقلاب الذي نفذّه عبد الفتاح السيسي ضدّ الرئيس المنتخب محمد مرسي حيث قتل الآلاف خاصة أثناء مواجهة الاحتجاجات ضد الانقلاب وفك اعتصامات انصار الرئيس محمد مرسي.وفي فجر 14 أوت 2013 حدثت أكثر المجازر دموية في التاريخ العربي الحديث حيث قُتل 2600 مصريا خلال ساعات بعد فضّ اعتصامي رابعة والنهضة. مجازر العراق نفّذت القوّات العراقية في مدينة الدجيل، شمال بغداد، مجزرة بحق 143 شخصًا، وذلك عقب محاولة لاغتيال الرئيس العراقي صدام حسين في عام 1982، وبعدها بأربع سنوات، وقع هجوم عام 1988 في قرية حلبجة ذات الأغلبية الكردية في العراق، حيث سقط أكثر من 5000 قتيل، كما أصيب نحو 10 آلاف بحالات تسمم عصبي، وتوفي الآلاف لاحقًا نتيجة استنشاق هذه الغازات السامة. سجن بوسليم.. مذبحة العُزّل في العام 1996، داهمت قوات تابعة للعقيد معمر القذافي سجنًا في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس يسمّى سجن بوسليم، وذلك بعد أن تمرّد السجناء على سوء أوضاعهم في السجن، مطالبين بتحسينها، فما كان من القوات إلا ارتكاب أكبر المجازر الجماعية في البلاد، حيث قتل فيها أكثر من 1300 معتقل. مجزرة العيلفون.. خيار بين الموت والقتل حدثت هذه المجزرة في يوم 2 أفريل 1998، حصدت رصاصات حرس معسكر العيلفون الخاص بالتجنيد الالزامي ارواح 140 من طلاب المعسكر في جريمة أخري تضاف الي سجل جرائم القتل الجماعي التي ارتكبها النظام السوداني. وتعود الحادثة إلى إقامة اُقيم تدريب للشباب المجندين قسراً بهدف تأهيلهم للقتال قبل إرسالهم إلى مناطق العمليات العسكرية في جنوب السودان وشرقه آنذاك. كان المجندون يتعرضون داخل هذا المعسكر وسواه، إلى "أسوأ أنواع القهر والإذلال"، وجرت العادة المتبعة في المعسكر أن يتعرض من يحاول الهرب إلى عقوبات شديدة، بحسب المصدر ذاته. ولم يُنقل المجندون المرضى إلى المستشفى، وكل من عاني من حالة مرضية تستوجب الرعاية الطبية، كان يُتهم بتدبير حيلة للهرب من المعسكر ثم فرّ عدد كبير منهم ليتم مجابهة ذلك بالرصاص والذي حصد أرواح 140 منهم. مجزرة الغوطة.. ذبح بلا دم مذبحة دون دماء في الغوطة الشرقية، ارتكبتها قوات النظام السوري، مستخدمة غاز السارين أو غاز الأعصاب في حق سكان الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية، فقُتل أكثر من ألف شخص أغلبهم من النساء الأطفال يوم 21 أوت 2013. واستيقظ سكان الغوطة الشرقية ومعظميه الشام بالغوطة الغربية يوم 21 أوت 2013، على مجزرة غير مسبوقة في تاريخهم، استعملت فيها صواريخ تحمل مواد كيميائية، قضى على إثرها أكثر من 1450 شخصا أغلبهم من الأطفال. وتم الهجوم بعد ثلاثة أيام من وصول بعثة مفتشين دوليين إلى دمشق.