تعيش ليبيا على صفيح ساخن منذ أن أعلن المشير خليفة حفتر حملة جديدة للسيطرة على العاصمة طرابلس في وقت تشهد فيها البلاد تطورات عديد ساهمت فيها دخول عديد الدول على الخط قبل أيام من مؤتمر برلين الخاص بالسلام في ليبيا. وأعلن المجلسان البلدي والعسكري في مدينة مصراتة الليبية حالة النفير القصوى وإرسال كل القوات للمشاركة في عمليات الدفاع عن العاصمة طرابلس. كما أعلنا في بيان شارك فيه نواب في البرلمان وأعيان وآمرُ المنطقة العسكرية الوسطى، تشكيل غرفة طوارئ في المدينة تعمل على إنهاء وحسم المعركة، ورد ما وصفوه بالعدوان على طرابلس. وتعتبر مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية، وتقع على بعد 200 كلم شرق طرابلس، ويقطنها نحو نصف مليون نسمة. كما تعد من أكبر الداعمين للمجلس الرئاسي الليبي في المعركة التي يخوضها في أطراف العاصمة الجنوبية. ودعا البيان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، إلى استغلال هذه الفرصة وكل إمكانيات المدينة في المعركة، وتسخير كافة إمكانيات الدولة من أجلها. كما دعا كل المدن الليبية إلى اتخاذ نفس الموقف من الحرب الدائرة بأطراف العاصمة الليبية. وقبل أيام أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء ما قال إنها “عملية حاسمة” للتقدم نحو طرابلس، في حين توعدت قوات حكومة الوفاق بإفشال أي هجوم جديد على العاصمة، وقللت من شأن تهديدات حفتر. وأعلن حفتر ساعة الصفر لاقتحام العاصمة، وقال “دقت ساعة الصفر، ساعة الاقتحام الواسع الكاسح التي ينتظرها كل ليبي حر شريف، ويترقبها أهلنا في طرابلس منذ أن غزاها الإرهابيون واستوطنوا فيها بقوة السلاح”. من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أسيرة لما سماها المليشيات المسلحة والإرهابية في العاصمة طرابلس، في حين أكد نظيره التركي رجب طيب أروغان استعداده لتقديم الدعم العسكري لهذه الحكومة في مواجهة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وقد استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، وذلك للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع. وقال أردوغان إن مذكرة التفاهم التي أبرمتها تركيا مع ليبيا بشأن مناطق الصلاحية البحرية “قلبت وضعا فرضته معاهدة سيفر (عام 1920)”. ولفت إلى أن مذكرة التفاهم المتعلقة بالتعاون الأمني والعسكري مع ليبيا ستدخل حيز التنفيذ فور تصديق البرلمان التركي عليها. وأضاف أن تركيا مستعدة لتقديم أي دعم عسكري تحتاجه ليبيا، بعد أن وقعت أنقرة مع الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس اتفاقا أمنيا. وقال أردوغان لقناة الخبر التلفزيونية التركية “سنحمي حقوق ليبيا وتركيا في شرق المتوسط.. نحن على أتم الاستعداد لتقديم أي دعم لازم إلى ليبيا”.