عقب إعلان رئيس الحكومة المكلّف الحبيب الجملي عن تسليمه التشكيلة الحكومية إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، مساء أمس الأربعاء 01 جانفي، وتأكيده أن سعيّد سيحيل هذه التركيبة الحكومية على أنظار البرلمان ليعلن عنها رئيس البرلمان راشد الغنوشي اليوم الخميس، بدت مواقف كل من رئاسة الجمهورية وحركة النهضة من مسألة تشكيل الحكومة متوافقة ومتقاطعة، إذ دعا الطرفان إلى مزيد التشاور حول تركيبة الحكومة ومراجعتها. وفي هذا الإطار، أصدرت رئاسة الجمهورية، عقب المؤتمر الصحفي للحبيب الجملي، يفيد بأن رئيس الجمهورية قيس سعيّد استقبل، يوم الأربعاء 1 جانفي 2020 بقصر قرطاج الحبيب الجملي المكلّف بتشكيل الحكومة. وجاء في بيان الرئاسة أن اللقاء تناول آخر المستجدات في مسار تشكيل الحكومة الجديدة. وأكّدت رئاسة الجمهورية، في بيانها، أنه كان من المنتظر أن تخصّص الندوة الصحفية التي عقبت اللقاء لتقديم تركيبة الحكومة الجديدة، لكن تمّ اختيار مواصلة المشاورات، على أن يتمّ الإعلان عن تشكيل الحكومة في أقرب الآجال. وفي تقاطع مع موقف رئاسة الجمهورية، فقد أعلنت حركة النهضة، في بيان لها مساء أمس الأربعاء، عقب المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الحكومة المكلّف واثر تسريب التشكيلة الحكومية التي سلّمها الجملي لسعيّد، أنّ رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي التقى، أوّل أمس الثلاثاء 31 ديسمبر 2019، رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي رفقة وفد من قيادات الحركة، وتولّى الجملي عرض مشروع تشكيلة الحكومة. وقالت الحركة في بيانها، إنّ وفد الحركة أبدى عددا من الملاحظات الهادفة لتطوير المقترح حتى يكون أكثر استجابة لتطلعات التونسيين والتونسيات وقدرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. وأشارت حركة النهضة إلى أنّ مؤسسات الحركة في انتظار التشكيلة النهائية للحكومة لاتخاذ الموقف المناسب منها. وكان من المنتظر أن يعلن رئيس الحكومة المكلّف الحبيب الجملي عن حكومته، مساء الأربعاء، لكنه رفض القيام بذلك، وأكّد أن رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي سيعلن بنفسه عن تركيبة الحكومة، بعد إحالة التركيبة من قبل رئيس الجمهورية. وحول ملامح حكومته، كشف الجملي، أن بعض الوزراء من حكومات سابقة موجودون في تركيبة الحكومة الجديدة.ورفض الجملي الإفصاح عن أعضاء الفريق الحكومي الجديد، موضّحا أن المؤتمر الصحفي خصّصه للإعلان عن انتهائه من تشكيل حكومته، محمّلا رئاسة الجمهورية مسؤولية الإعلان عن تنظيم مؤتمر صحفي للإعلان عن تركيبة الحكومة. واكتفى الجملي بالقول إن 40 بالمائة من الحكومة الجديدة نساء ومعدل أعمار أعضاء الحكومة 50 عاما، مؤكّدا أن أكبر عضو في حكومته عمره 69 سنة وأصغرهم عمره 31 سنة. ومساء أمس الأربعاء، تم تسريب وثيقة لتركيبة الحكومة تم تداولها عبر موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، علما وأنها لا تحمل طابعا رسميا وقد تخضع للتعديل.