تنتهي، اليوم الخميس 16 جانفي، المهلة التي حدّدها رئيس الجمهورية قيس سعيّد للأحزاب والكتل البرلمانية لتقديم مقترحات مكتوبة ومعلّلة حول الأسماء التي يرشّحونها لرئاسة الحكومة المقبلة. وقد أعلنت مجموعة من الأحزاب عن الأسماء التي تقترحها على رئيس الجمهورية ليختار من بينهما الشخصية الأقدر لتولي مهمة رئيس للحكومة، فيما لم تتّخذ أحزاب أخرى قرارها بعد بشأن مقترحاتها والأسماء التي ترشّحها بخصوص تشكيل الحكومة. أحزاب لم تحسم قرارها وتجتمع، عشيّة اليوم، مجموعة من المكاتب السياسية لعدد من الأحزاب لتدارس مقترحاتها حول الأسماء التي تراها مناسبة، على غرار حركة النهضة وحزب التيّار الديمقراطي. وفي هذا الصدد، عقد حزب التيار الديمقراطي مكتبه السياسي، أمس الأربعاء، للتداول حول الاسم أو الأسماء التي يقترحها، وقال القيادي في التيار محمد الحامدي، خلال حضوره في برنامج “ميدي شو” بإذاعة “موزاييك أف أم”، إن الحزب يتجه نحو اقتراح إسمين أو ثلاثة. كما أنه من المرجّح أن يقترح التيّار شخصية من داخله، كما يمكن أن يفوّض الحزب إلى رئيس الجمهورية اختيار الشخصية الأقدر والمصادقة على هذا الاختيار. أسماء رشّحتها أحزاب فيما أفضى اجتماع حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري إلى ترشيح أمينه العام لطفي المرايحي لتولي منصب رئيس الحكومة القادم وستتم مراسلة رئيس الجمهورية كتابيا في هذا الموضوع. وفي هذا السياق، قال المرايحي إنه كان من الأفضل أن تكون لرئيس الجمهورية منهجية أخرى أكثر عملية في التشاور مع الأحزاب حول رئيس الحكومة القادم، وذلك عبر الالتقاء في مرحلة أولى بمختلف المكونات السياسية لضبط قائمة مضيقة لعدد من الأسماء واختيار الشخصية التي ستحظى بالإجماع. واعتبر المرايحي أن معظم الكتل البرلمانية برهنت عن مواقف وحس وطني في اتجاه تسهيل مهمة رئيس الجمهورية عبر محاولة الاتفاق حول بعض الأسماء لتقديمها لرئيس الجمهورية، مشددا على أن العديد داخل قبة البرلمان متخوفون اليوم من سيناريو إعادة الانتخابات، في حين أنه سيناريو صار مستبعدا، بحسب المرايحي. من جهته، أعلن حزب البعث اقتراح اسم رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد شوقي الطبيب لرئاسة الحكومة، أمّا حزب الرحمة فقد اقترح ترشيح رئيسه سعيد الجزيري لرئاسة الحكومة القادمة. من جانبه، أعلن رئيس حزب صوت الفلاحين والنائب عن الكتلة الديمقراطية فيصل التبيني، خلال مشاركته، في برنامج “ميدي شو” بإذاعة “موزاييك”، اليوم الخميس، عن ترشيح الحزب ل3 أسماء لرئاسة الحكومة وسيتم إيداعها بمكتب الضبط في رئاسة الجمهورية. وقد رشّح حزب صوت الفلاحين لرئاسة الحكومة كلّ من المنجي الحامدي الذي سبق أن شغل منصب وزير للخارجية واليوم هو أمين عام مساعد في الأممالمتحدة، وجمال الدين الغربي دكتور في الاقتصاد والتصرف، والنائب الصافي سعيد وهو سياسي وكاتب وإعلامي. وكشف التبيني أنّ حزبه ضدّ ترشيح رئيس حركة تحيا تونس يوسف الشاهد لرئاسة الحكومة من جديد، قائلا: ”الشاهد خطر على تونس”، متوجّها بالقول إلى رئيس الجمهورية ”حذار من ترشيح يوسف الشاهد لرئاسة الحكومة مجدّدا لأنه سبق وغدر بالرئيس الراحل الباجي قايد السبسي وخان الأمانة وشتّت عائلته”. أسماء أخرى من جهة أخرى، تداول عدد من النشطاء والسياسيون، في تصريحات إعلامية، وأيضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أسماء يرونها قادرة على قيادة الحكومة المرتقبة، من بينها وزيري المالية السابقين إلياس الفخفاخ وحكيم حمودة، ووزير الطاقة والمناجم السابق منجي مرزوق، ووزير العدل والدفاع السابق غازي الجريبي، ووزير التنمية السابق أحمد نجيب الشابي، ووزير تكنولوجيات الاتصال السابق أنور معروف، ومحافظ البنك المركزي حاليا مروان العباسي. ومن المنتظر أن يعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد، في غضون أربعة أيّام، من تلقّيه مقترحات الأحزاب والكتل، عن الاسم المرشح لرئاسة الحكومة وهي إمّا الشخصية التي تحظى بأكبر قدر من الإجماع أو الشخصية التي يراها الأقدر لهذا المنصب، وفق ما ينص عليه الدستور.