وسط ترقّب كبير، يُواجه رئيس الجمهورية قيس سعيد مهمة صعبة لاختيار الشخصية الأقدر على تشكيل الحكومة، ولئن انحصرت شخصيات المقترحة لتشكيل الحكومة من قبل الكتل والاحزاب في 24 اسمًا، إلاّ أن قيس سعيد استقبل حتى الآن 3 أسماء وقع اقتراحها من قبل أكثر من حزب. وفيما يستمر العد التنازلي لانتهاء المهلة التي حددها الدستور لإعلان اسم رئيس الحكومة المكلف، انطلق قيس سعيد منذ يوم الجمعة في عقد سلسلة لقاءات مع بعض مرشحي الأحزاب لتولي منصب رئيس الحكومة، ومن هؤلاء، الفاضل عبد الكافي وزير التنمية والاستثمار ، وزير المالية السابق، حكيم بن حمودة، وزير الاقتصاد والمالية الأسبق، كما التقى قيس سعيد إلياس الفخفاخ، الذي تولى أيضا وزارة المالية سنة 2012. وتم اقتراح اسم بن حمودة لتولي رئاسة الحكومة من قبل كل من “حركة الشعب” و”قلب تونس” و”تحيا تونس” فيما تم ترشيح عبد الكافي من قبل “حركة النهضة” و”قلب تونس”، وترشيح الياس الفخفاخ من قبل “التيار الديمقراطي”. وأفاد بن حمودة، وفق بيان نشرته الرئاسة تحدث عن تفاصيل استقباله من قبل سعيد، بأن اللقاء يأتي في سياق تجربة جديدة وهامة تتمثل في دعوة رئيس الدولة المرشحين لمنصب رئيس الحكومة لعرض آرائهم. وأضاف أنه قدم لرئيس البلاد التصورات الكبرى للبرنامج الذي يحمله والقائم أساسا على إعادة بناء العقد الاجتماعي. وأوضح في هذا الصدد أنه أكد على أهمية وضع سياسات نشيطة للخروج من حالة التهميش والفقر وإعادة الأمل للتونسيين والتونسيات. من جانبه، أكد عبد الكافي أن لقاءه مع سعيّد تمحور حول تشكيل الحكومة القادمة، والوضع العام في البلاد خاصة على المستوى الاقتصادي والمالي. وأضاف،أنه قدم لرئيس الدولة تصوره بخصوص تشكيل الحكومة والرهانات الكبيرة المقبلة عليها تونس. من جهته، أكد إلياس الفخفاخ، أنه قدم لرئيس الجمهورية تصوره للأولويات والتحديات المطروحة. وأضاف بحسب بيان نشرته الرئاسة أنه تم التطرق أيضا إلى الإمكانيات المتوفرة للعمل من أجل إعادة الأمل للتونسيين، وتكوين الحكومة حتى تنطلق في عملها في أقرب وقت. ومن المتوقع، بحسب المراقبين، تشكيل حكومة جديدة في الأسابيع المقبلة من أغلب الكتل والأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان، لكن في حال لم يحرز رئيس الحكومة المقترح على ثقة البرلمان في ظرف شهرين، سيحل البرلمان وتنظيم انتخابات برلمانية جديدة.