تخليدا لحوادث ساقية سيدي يوسف المجيدة التي جدت في 8 فيفري 1958، أحيا اليوم الشعبان التونسي والجزائري في مدينة ساقية سيدي يوسف (ولاية الكاف) الذكرى 62 لهذه الحادثة الأليمة عندما أقدمت قوات المستعمر الفرنسي بقصف سوق أسبوعية ممّا أدّى الى استشهاد واصابة عشرات المدنيين من البلدين، وهي حادثة تكرّس اليوم عمق الروابط التاريخية بين الشعبين والتضحيات التي قدمها الشعب التونسي للشعب الجزائري الشقيق ايام كفاحه المسلح من أجل تحقيق الستقلاله. وانتظم اليوم بهذه المنسبة لقاء جمع وفدين من البلدين يقودهما من الجانب التونسي وزير التنمية والبيئة والشؤون المحلية مختار الهماهي ومن الجانب الجزائري وزير المجاههدين الطيب زيتوني وتمّ خلاله وضع اكليل من الزهور بالنصب التذكاري للشهداء ترحّما على أرواحهم الطاهرة وتبادل الكلمات بين الوفدين. وأكّد الهمامي في كلمته على الرمزية التاريخية لهذه الحادثة التي قال انها تمثل عربون وفاء والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب التونسي للجزائر لمساعدتها على نيل استقلالها وعزّتها، مبيّنا أن البلدين يعملان على تحقيق التعاون الثنائي والتكامل القتصادي خدمة لمصلحة الشعبيين على حد قوله وايمانا منهما بحتمية المصير المشترك وبضرورة تحقيق الامن والتقدم والرفاهة لهما، في إطار ماوصفه بالتعاون المشترك والتكامل الاقتصادي الشامل. ومن جهته اشاد الوزير الجزائري بالتضحيات التي قدمها الشعب التونسي للجزائر ايام كفاحها من اجل تحريرها من الاستعمار قائلا ان هذه الذكرى ستبقى رمزا لوحدة الشعبين وعنوانا لبناء المصير المشترك بين البلدين الشقيقين وتحقيق امال شعبيهما بناء على استراتيجية مشتركة قوامها التكامل بين البلدين على حد تعبيره. وتم بالمناسبة تقديم هبة من الجزائر الى بلدية ساقية سيدي يوسف تتمثّل في حافاتين للنقل المدرسي وفاء من الجزائر الى الشهداء الابرار الذين سقطوا في هذه الملحمة التاريخية المجيدة فيما أعلن الوزير التونسي عن تقديم مساعدة مالية رمزية ب50 الف دينارا لبلدية الساقية لمساعدتها على النصب التذكاري للشهداء (وات ).