تبريرات كثيرة تلك التي بررت بها بعض الأحزاب توجّهها نحو التصويت لحكومة الياس الفخفاخ، من ذلك تجنيب البلاد إعادة الانتخابات، ولكن يذهب كثيرون للتأكيد أنّ السبب الرئيس الذي قد يدفع بعض الكتل للتصويت لحكومة الفخفاخ هو سعيهم للحفاظ على مقاعدهم خاصة وأن أطرافا كثيرة قد لا تتيح لها نفس الفرصة للعودة للبرلمان في صورة تم إجراء انتخابات ثانية. وأعلنت حركة تحيا تونس أمس الثلاثاء دعمها لحكومة إلياس الفخفاخ المنتظرة ومشاركتها فيها على قاعدة الاقتراح الذي قدم اليها مع الالتزام بالضّمانات والتعهّدات التي قالت إن الفخفاخ قدمها للحركة. وأكدت الحركة في بيان صادر عن مجلسها الوطني مساء أمس “ضرورة أن تتمّ المصادقة على الحكومة في أسرع الآجال لتجنيب البلاد مزيداً من إضاعة الوقت وما يمكن أن ينجرّ عن ذلك من انعكاسات سلبية”. بدوره، أكد رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي في تصريح للإذاعة موزاييك أمس الثلاثاء أن “حكومة إلياس الفخفاخ ستحظى بثقة البرلمان لتجنيب البلاد سيناريو حل البرلمان الذي يدفع إليه رئيس الجمهورية قيس سعيد”. في ذات الاتجاه، أعلن حزب التيار الديمقراطي تزكيته لحكومة الفخفاخ بعد منحه ثلاثة حقائب وزارية، وهي وزارة الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد المسندة للأمين العام للحزب محمد عبو، ووزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية التي رشح الحزب لها غازي الشواشي، إلى جانب وزارة التربية التي رشح لها محمد الحامدي. ووافق التيار الديمقراطي على عرض الفخفاخ رغم أنّه لم يكن بذات وزن عرض الرئيس المكلف السابق حبيب الجملي الذي عرض على التيار ثلاث وزارات من الوزن الثقيل وهي الإصلاح الإداري والداخلية والعدل. ويرى أغلب المتابعين للشأن السياسي في تونس أن هذه الأحزاب اتجهت نحو دعم الفخفاخ لتجنب سيناريو إعادة الانتخابات وبالتالي خسارة مقاعدهم في البرلمان.