تحاول الحكومة التونسية من خلال جملة من الإجراءات احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد والحد من توسعه خاصة بعد تسجيل 29 إصابة مؤكدة. ولئن أثبتت بعض الإجراءات نجاعتها في تحقيق الأهداف المنشودة، إلا أن بعض الإجراءات الأخرى عمقت الأزمة وساهمت في تعقيد الوضع على المواطنين، الأمر الذي يستوجب تدخلا عاجلا من سلط الإشراف لتلافي الإخلالات المرصودة. وقد تم عشية أمس عند الساعات التي سبقت ابتداء حظر التجول تسجيل اكتظاظ غير مسبوق بوسائل النقل بسبب تهافت المواطنين على الرحلات الأخيرة لوسائل النقل، في محاولة منهم لضمان وصولهم الى منازلهم قبل انتهاء سفرات النقل العمومي. وقد تداول المواطنون صورا على مواقع التواصل الاجتماعي توثق حجم الاكتظاظ بوسائل النقل الذي يشكل خطرا على صحة الركاب وسلامتهم، كما اشتكى المواطنون من عدم توفير وزارة النقل مزيدا من الخطوط لتخفيف الضغط بوسائل النقل. ولئن تقرر إجراء حظر التجول وتغيير التوقيت الإداري لتخفيف الضغط بالنقل العمومي على اعتباره أخطر مصدر لتفشي فيروس كورونا، إلا أن القرارات المتخذة لم تعزز بإجراءات فعلية لإنجاحها في انتظار التدخل السريع للسلط لتفادي الخطأ الحاصل. وتجدر الإشارة إلى أن وزير الدولة المكلف بالنقل واللوجستيك أنور معروف، كان قد دعا المؤسسات والمشغلين إلى إدخال بعض التغيير على مواعيد العمل (تأخير وتقديم ساعات التنقل إلى العمل) للمساهمة في تخفيف الاكتظاظ بوسائل النقل العمومية في أوقات الذروة والتقليل من مخاطر العدوى بفيروس “كورونا”. ومن جانبها أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” أنها قررت وضع 5 حافلات معقمة على ذمة وزارة النقل بداية من ظهر اليوم الخميس ولمدة 10 أيام على الأقل وذلك لاستعمالها لنقل المواطنين.