بين مرحبّ ومستنكر لفكرة استئناف تصوير الأعمال الدرامية الخاصة بشهر رمضان ترواحت آراء التونسيين والممثلين وحتّى السياسين الذين أدلوا بمواقفهم حول الموضوع. واعتبر النائب بالبرلمان ياسين العياري أن القرار الحكومي باستئناف تصوير المسلسلات الدرامية الرمضاتيّة، “خاطئ ومتسرع وغير مدروس”. بدوره تحدّث النائب بالبرلمان عن ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف في تدوينة نشرها أمس السبت 11 أفريل على صفحته الرسمية عن قرار وزيرة الثقافة بالسماح للأعمال التلفزية الرمضانية مواصلة التصوير، معتبرا أن أسبابا صحية كانت من الأجدر أن تناهضه لأسباب أخلاقية واصفاً تلك الأعمال بمسلسلات الفجور الرمضانية. في المقابل، اعتبر حزب البديل أن قرار وزارة الثقافة من شأنه أن يسمح للعديد من الممثلين والممثلات والمتدخلين في القطاع من استكمال أعمالهم والتزاماتهم المهنية خاصة وأن هذه الأعمال لها صبغة ظرفية وهي مقترنة في أغلب الأوقات بشهر رمضان المعظم، حسب نص البيان. ويأتي ذلك بعد سمحت وزارة الثقافة بصفة استثنائية لبعض شركات الإنتاج والقنوات التلفزية من استئناف تصوير بعض الأعمال. وقالت وزارة الثقافة في بلاغ لها إنه يمكن لشركات الإنتاج السمعي البصري والقنوات التلفزيونية التي سبق لها أن حصلت على تراخيص تصوير وتم تعليقها أن تستأنف إنجاز المسلسلات والأعمال التلفزيونية الرمضانية التي شرعت فيها. من جانبه، عبّر الممثل عاطف بن حسين عن استنكاره الشديد لقرار وزارة الثقافة، بالسماح للممثلين بمواصلة تصوير الأعمال الدرامية استعدادًا لرمضان. وقال بن حسين في تدوينه نشرها على صفحته الرسمية “أقسم أمام كل الأصدقاء وأمام التاريخ وأمام كل الفنانين الشرفاء وأمام الشعب، أني سأخوض معركتي ضد الإعلام المافيوزي السارق والمنحط إلى آخر نفس في حياتي، كلفني ذلك ما كلفني”، وفق تعبيره. و أضاف “لن أسمح بإرسال الممثلين والتقنيين إلى الموت إرضاء لهذه المافيا التعيسة التي تعيش آخر أيامها”، مشبهًا الترخيص لهؤلاء لاستكمال مسلسلاتهم في ظل هذه الكارثة العالمية، بإرسال الشباب إلى سوريا من أجل الموت”، بحسب تعبيره. ودعا بن حسين زملاءه إلى “التزام البقاء ببيوتهم والحفاظ على صحتهم وصحة عائلاتهم، فكلنا نمرّ بأزمة، وفي كل الحالات لن تنالوا حقوقكم كالعادة، ولن تحلّ أزمتكم باستكمال التصوير”، وفق قوله. في المقابل عبّر آخرون عن سعادتهم بهذا القرار مشيرين إلى أن الأعمال الدرامية قد تحدّ من وطأة فيروس كورونا على نفسية التونسيين الذين يحتاجون للترفيه في فترة الحجر الصحي. ولفت صنّاع الدراما في تونس إلى أهمية هذا القرار باعتبار الإنتاج الدرامي في تونس يقتصر في أغلب الأحيان على شهر رمضان كما تعد مداخيل الإعلان في هذا الشهر هي الأهم والأكبر بالنسبة للقنوات التلفزيونية وهي مرتبطة بالمسلسلات . وتوقفت عملية تصوير الأعمال التلفزيونية الرمضانية منذ إعلان الحجر الصحي الشامل نهاية شهر مارس. وقالت وزارة الثقافة حينها إن ذلك يأتي في إطار التصدي لانتشار الفيروس وحفاظا على صحة العاملين في مواقع التصوير.