برّر رئيس الجمهورية قيس سعيد كسره لحالة حظر التجوال في البلاد وزيارته لولاية القيروان ليلا دون مصور، مشيرا بأنه تأسى بالخليفة عمر بن الخطاب. . جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس امس الجمعة بمناسبة بافتتاح اجتماع مجلس الأمن القومي، وقال قيها: “يوم أمس قمت بزيارة في الليل لأن لا أريد أن يراني أحد في الواقع إلى ولاية القيروان أسوة بالفاروق عمر بن الخطاب، حتى لا يراني أحد..” وتابع قائلا: “وذهبنا إلى أماكن لم أذهب إليها من قبل في الريف ولا أريد أن أحمل معي مصورا ولا تصويرا ولا أن يتداول تلك الصور، لأن القضاء على البؤس والفقر والإملاق والرحمان ليس منة ولا فضلا من الحاكم بل هو الانتصار للعدل الذي يتشوف إليه كل التونسيين والتونسيات..” وأضاف: “بطبيعة الحال تجمهروا لا أعرف كيف تجمهروا بالليل والتقوا في تلك الظروف في الفجر، يعني حالة البؤس والفقر تجعلهم يشعرون بأنهم غير معنيين ببعض القرارات، يعني هذه هي القضية الرئيسية في تونس التي يجب إن شاء الله بعد أن نتجاوز هذه الظروف الاستثنائية أن نتناولها بالدرس وبمراجعة الكثير من الاختيارات.. واختلفت الآراء حول تبريرات قيس سعيد، خاصة وان الكثيرين انتقدوا تحوله الى القيروان وخرقه للحجر الصحي العام وتسببه في ازدحام المواطنين . وقالت أحلام الطيب في تعليق على الصفحة الخاصة برئاسة الجمهورية” الي عملتو البارح في القيروان سلوك مش في وقتو بالكل.انتي كسرت حجر التجول وأعطيت مثل غالط للشعب..اليوم الناس الكل كسرو الحجر الصحي وما عاد يهمهم حتي شي..وانتي لازمك تعطي المثل الأعلى” . وعلق آدم هلال ” سيدي الرئيس كان من أجدر و أفضل التعويل على اللجان المحلية لإسال المساعدات لمستحقيها في نهار وليس في ليل برغم أنني أعلم ان النية طيبة”. وتساءلت ياسمين حبيب ” تصرفات قيس سعيد رئيس تونس :هل هي شعبوية في ”زمن المشاعر الحزينة”؟ أم أنها بداية عصر جديد من الديمقراطية مع رئيس متواضع ادهش الزعماء وادهش الشعب بتواضعه؟” وقال آدم ” كلنا ندعم تعاطفكم و إحساسكم تجاه الضعفاء و المحتاجين. لكن الإشكالية هنا هي منهجية العمل المتبعة التي لا تقوم على فريق متكامل بل نلاحظ سعيًا منفردًا للقيام بكل التفاصيل و هذا يفقد النجاعة و يزيد من تغذية الصورة الخيالية للزعيم المنقذ الخارق للعادة”. وعلق جلال ” قتلتنا بالشعارات ،يا سيد راك رئيس دولة كتشوف تجاوزات انجز و طبق القانون علي المتجاوزين ،لحكايات خليناها لعبد لعزيز العروي..” وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا أمس الجمعة فيديو لرئيس الجمهورية قيس السعيد وهو في في معتمديّة “العلا” من ولاية القيروان، وقد بدى محاطًا بجمع غفير من المواطنين وقد اكتظّوا دون احترام لادنى شروط الوقاية والعدوى من فيروس كورونا والتي تفرض ارتداء كمامات وترك مسافة بين الأشخاص. وأظهر الفيديو، تزاحما كبيرا بين المواطنين إثر رغبة رئيس الجمهورية تقديم مساعدة غذائية لمواطن قدّم له ”بيضة” خلال زيارته لمنطقة المساعيد، وارتفعت أصوات المواطنين وأعوان الأمن الرئاسي بحثا عن المدعو ”كريم رويحة” ليردّ له رئيس الدولة ”الجميل”. وقد أثار الفيديو استغراب نشطاء طرحوا نقاط استفهام حول سلوكيات الرئيس ورئيس مجلس الأمن القومي الذي خرق حظر التجوّل والحجر الصحي العام وتسبب، ربّما بغير قصد، في اكتظاظ خطير بسبب بحثه عن صاحب البيضة في تصرف وصفه البعض “بالشعبويّة”