بعض وسائل الإعلام في تونس لا يمكن ان نطلق عليها عبارة إعلام الثورة المضادة ثم نمضي لان مثل هذا التوصيف لا يفي الصورة حقها ولابد من تدعيم ذلك ببعض العبارات التي تقرب حقيقة هذه الكارثة ، حيثما الرداءة والمؤامرة والتحريض وجدت بعض وسائل الإعلام التونسية كامنة تتصيد كل ما يخالف العقل والمنطق والفطرة . الأزمة المصرية أتاحت فرصة كبيرة للتعرف على أجهزة الفتنة عن قرب وفي مساحة صالحة للمقارنة ويسهل فيها استنتاج الخور ، الجريمة التي اقترفتها بعض وسائل الإعلام كانت متزامنة مع التصريح الفاجعة الذي أطلقته راضية النصراوي والذي عراها تماما من خرافة حقوق الإنسان التي سوقت بها نفسها على مدى سنوات طوال ، راضية خرجت كيوم ولدتها امها من شبهة النضال ، لانه قد يغفر التلاعب بحقوق الإنسان لتاجر مخدرات او رجل امن متجبر او ديكتاتور متغطرس ..لكن ان تعمد امرأة قدمت نفسها وعلى مدى سنوات طوال كأحد الرعاة المخلصين لحقوق الإنسان الى تزكية الانقلابات والمجازر والمحارق فهذه جريمة مغلظة لا تستوعبها جداول العقول السليمة ، لقد تخلت النصراوي على ابسط قواعد الإنسانية حين عبرت عن إعجابها بما حصل في مصر من مصائب الانقلاب والتجريف والقتل والحرق والإبادة ، لقد تمنت النصراوي ان تستنسخ تونس ما اعتبرتها بعض الدوائر الحقوقية الغربية أبشع مجزرة في تاريخ مصر الحديث، هذه السيدة التي وقفت تذود على "لا ربي ولا سيدي" واستماتت في الدفاع عن فيلم نسمة التجسيدي وتألمت لإيقاف أمينة فيمن ، هي اليوم تبشر تونس بنموذج الانقلابات والدماء والجماجم والأشلاء. بينما مجدت راضية النصراوي الكارثة المصرية أطلت علينا جريدة الشروق بعكاظية في في مدح بيدق الانقلاب الذي أطلقت عليه الصحيفة "الرئيس المصري عدلي منصور" ،هذه الجريدة هي نفسها كانت استماتت في إضافة اسم المؤقت للرئيس المنصف المرزوقي ، وكالت اليه التهم والشتائم وهو الذي جاء من بوابة الشعب ، اما الذي اتت به دبابات السيسي فقد اصبح بمثابة الزعيم العطوف لدى الشروق التي افردت له نصا لولا معرفتنا به لخلنا الجريدة بصدد وصف عمر الفاروق ، مجدت الشروق عدلي منصور البيدق الذي استحل منابر الشعب كما مجدت راضية النصراوي احد اكبر سفاحي القرن المجرم عبد الفتاح السيسي، وقالت كلمة السوء "ثورة يونيو" ، اهدى لهم الشعب التونسي الشامخ ثورة العزة فحاربوها وانكبوا على عفن الانقلاب يوشحون به صدورهم ، انها المهزلة حين تتجلى ..حين تتدلى ..هاهي النصراوي تشكو ثورة الربيع العربي المجيدة الى الانقلاب العربي. وكأني بهذا اليسار على موعد مع القدرة الإلهية لتعريته من ابسط مواصفات الآدمية ، تعرية سياسية وحقوقية ونقابية وأخلاقية وإنسانية..ومن فرط ارتباكه تراه يقدم نفسه لتعرية جماعية بالجملة وليس بالتقسيط ، مستعجل على حتفه. نصرالدين السويلمي