"اذا فشل التوافق سنعلن عن الأطراف المعطلة للحوار" هكذا تحدث زرادشت او هكذا تكلم بعض زرادشات السياسة التونسية ، في عملية استغفال بشعة لعقلية التونسيين ، لقد أصرت المجموعة الراعية للحوار الوطني على التهديد بالإفصاح عن الأطراف المعطلة للحوار وكأن أخبار هذا الحوار غائبة عن الشارع باقية تحت التكتم الشديد بعيدة عن التسريب او حتى التلميح ، هي السذاجة حين تتجلى في أشنع مظاهرها والركاكة لما تمضي بعيدا لا تعبأ بذرة احترام تجاه هذا الشعب المبتلى بطائفة جمعت بين البلاهة وقدرتها العالية على البطش ، يهددون من الحين للآخر بكشف المكشوف ويتوعدون بإعطاء معلومات عن خصومهم الشعب يعرفها أكثر منهم بكثير، حين يستوطن الغرور والسذاجة هذه الأنفس الغريبة تنخرط في استعمال المستعمل البالي وتتوعد بنشر المعلومة التي امتلكها الشارع بكلياتها وجزئياتها واستوعبها وهضمها ثم هجرها . مجموعة الرعاع التي وضعتها الترويكا في عنق الشعب تعودت على الحديث عن تفاصيل جولة الحوار قبل انطلاقها ثم تتحدث عما وقع بين الفاصل والفاصل ثم تطنب في التفاصيل وتستغرق في الجزئيات بعد انهاء الجولة وتتهم وتتوعد وتخمن وتستقرئ وتستشرف أخبار جولة الغد ثم تقدمها بإسهاب لوسائل الإعلام ، هذه المجموعة الراعية التي تحدثت عن كل شئ حصل وتكلمت في الذي قررت ان يحصل وأفصحت عن الذي استبطنت حصوله ، هذه المجموعة التي نشرت مداولات الحوار وتعرضت لشخصياته بالتفصيل الممل ونقلت الى الإعلام بشكل فوري حركات وتحركات أطراف الحوار ، هذا تكلم قبل ذاك والآخر يرتدي ربطة عنق زرقاء والجالس بجانبه حديث عهد بحلق لحيته والذي يقابلهم في الطرف الآخر غلبه النعاس اما ذاك الذي في أقصى اليمين فقد تلقى آس آم آس حين كان يبدي رأيه في المرشح المرفوض .. تجشأ هؤلاء كل ما في بطونهم من معلومات واتهامات وفتن ، وهتكوا عرض الحوار وافشوا سره واغتابوه وأثخنوه بالوشاية والتلفيق و قالو ما في جعبتهم من خطب ونصوص وجمل وكلمات وأحرف ، وحتى بعد ان نضب معينهم ولم يعد لهم الا اللعاب الملوث يلوكونه بألسنتهم المرهقة بالفتن ، مازالوا يخرجون على الشعب عبر شاشاتهم التي اشتراها لهم ملياردير الفتنة وبعبارات ثمنة متثاقلة تقطر مكرا وتتصبب لؤما يخاطبون الشعب بلا خجل " اذا فشل التوافق سنعلن عن الأطراف المعطلة للحوار". نصرالدين السويلمي