تتعرض السيدة سهام بن سدرين الى حملة غير مسبوقة تشنها مجموعة من مراكز القوى المتكالبة التي فشلت في استمالة هذه الحقوقية واستعمالها لحسابات خاصة بالثورة المضادة ، دفعت وتدفع بن سدرين الثمن الباهظ مقابل إعراضها عن الإغراءات التي عرضتها عليها شبكة المال الفاسد وتهدف لاحتوائها كشخصية وطنية مهمة ثم كإعلامية شرسة يصعب جرها الى أسواق السمسرة ، ولم تستسلم بن سدرين لمال لطيف ورفضت بيع راديو كلمة الى الذين اشتروا عشرات المواقع الإعلامية ، كما تعرضت سهام الى حصار كبير من اليسار الانتهازي و الآخر الراديكالي بعد ان رفضت توظيف رصيدها الحقوقي في تبييض تركة بن علي وتشويه الثورة والثوار الذين انحازوا لثورتهم وأرادوا استكمالها مهما كانت التضحيات . تعتبر بن سدرين من الشخصيات القليلة التي لم تنصفها الثورة حيث تجاهلتها الشرعية وأعرضت عنها بشكل غير مبرر، ومن الملفت ان الفعاليات التي كانت تجابه بن علي وتتصدى الى جرائمه جمعت نفسها بعد الثورة داخل الترويكا واستعانت بشخصيات أخرى سجلها في مغالبة الدكتاتور يعاني من احتشام بائن ، كما استهدفت ماكينة المال الفاسد والإعلام المستغل السيدة التي انشات أيام الجمر المجلس الوطني للحريات وعرّضت نفسها للاضطهاد مقابل الدفاع عن حقوق أبناء وطنها . من المفارقات التي ستبقى وصمة سلبية مسقطة في تاريخ ثورتنا ان تطارد بن سدرين في عهد بن علي وتغلق إذاعتها وتغرق بالديون والاحتجاجات وتنسج حولها المؤامرات الدنيئة حتى لفقت لها قضايا في الدعارة ووصفت بامرأة الليالي الحمراء ، ثم وبعد رحيل الدكتاتور وحلول الثورة تعود نفس المنظومة القديمة الى مطاردة بن سدرين وكيل لاتهامات لها ومحاصرة نفس الاذاعة التي حاصرها الطاغية واغراقها بالديون . كان يمكن ان تكون بن سدرين المراة السياسية من الرباعي الراعي او من الشخصيات المقترحة بقوة الى رئاسة الحكومة كما كان يمكن ان تكون بن سدرين الحقوقية على راس اكبر منضمة في تونس وتتوفر لها الإمكانيات الكبيرة الضخمة ، وكان يمكن ان تكون بن سدرين الإعلامية على راس القناة الوطنية الأولى او ربما تطوع كمال وأشباه كمال الى إهدائها قناة انيقة ، بل لو استسلمت هذه السيدة لأهداها ضاحي خلفان فضائية ضخمة ولاتخذت لها فيلا فخمة في دبي بجانب فيلا الفنانة المصرية نيرمين فقي ، كان يمكن ان يحصل كل هذا لو اختارت بن سدرين الطريق الأسهل وقدمت تاريخها النضالي على طبق الى الدولة العميقة . عندما نشاهد الترويكا تتقرب الى وداد بوشماوي وتطلب رضاها وتلتمس مساندتها وتخشى غضبها ، وهي من هي في امسها القريب ، ثم تعرض الترويكا عن سيدة رصيدها النضالي يتجاوز بكثير رصيد الرباعي والخماسي والسداسي..الراعي لا يمكن إلا ان ننخرط في حالة من الأسى والأسف العميق، انه من صروف الزمان ومبكياته المضحكات أن تتصدر سلمى اللومي ووداد بوشماوي المشهد السياسي وتتأخر سهام بن سدرين. *سيرة ذاتية ولدت السيدة بن سدرين في 28 أكتوبر 1959 في المرسى (تونس) متزوجة من عمر مستيري ولهم ثلاثة أولاد. دبلوم في الفلسفة، جامعة تولوز وظائف شغرتها: 1980-1992 صحفية، تحرير ورئيسة تحرير في عدة صحف. 1985-1986: أسست مع مجموعة من النساء المجلة النسائية "نساء". 1989-1995 أسست وترأست دار نشر تحت إسم Arcs التي تم إجبارها على الإفلاس (بسحب طلبات الشراء والسرقات والضغط على الزملاء في العمل وعلى البنوك، ومصادرة الاعداد بعد الطباعة). 1998-1999 مديرة أدبية لدار النشر Noir sur Blanc 1999: أسست مع بعض المثقفين التونسيين والأوروبيين اتحاد كتاب المتوسط وأوروبا، …….وبعد السطو ثلاثة مرات على غرف دار النشر خلال ثلاثة أشهر ومصادرة جميع المواد وإبعاد المدير الادبي J-F Poirier من تونس خارج البلاد وإغلاق الدار بالشمع الأحمر لثلاثة اشهر، مصادرة كافة أعداد ديوان الشعر ومطالبة دور الطباعة عدم التعامل مع دار النشر الأمر الذي ادى إلى إغلاق الدار بعد سنة فقط. في نوفمبر 1999 تمتنع وزارة الداخلية منح التصريح للجريدة المستقلة "كلمة" وفي أكتوبر 2000 ظهر العدد الأول من مجلة "كلمة" الإلكترونية. الوظائف التطوعية سنة 1978 أسست مع مجموعة من الديمقراطيين لجنة لمساعدة ضحايا الاضطهاد في تونس. 1979 تنتمي إلى اللجنة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. 1983 تشارك في تأسيس مجموعة الصحف المستقلة. 1985 يتم اعتقالها بعد مظاهرات نسائية احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على حمام الشط لبضعة أيام. 1987: الحكم بالسجن لمدة ستة أشهر بسبب انتسابها لمنظمة ممنوعة يصدر العفو بعد ذلك. في يونيو 1991 تطلب الحكومة رسمياً إعفاء بن سدرين من هيئة إدارة لجنة حقوق الإنسان التونسية التي نشرت دراسة عن وفاة بعض السجناء بعد التعذيب. وفي يونيو 1992 تقرر وزارة الداخلية حل لجنة حقوق الإنسان لرفضها إعفاء بن سدرين من الإدارة. تبع ذلك حملة إساءة لسمعة بن سدرين في صحف الدولة. 1992 تنتسب إلى اتحاد النساء الديموقراطيات التونسيات. 1992 تنشر كتيب عن تاريخ حركة النساء المستقلات في تونس وعناوين مثيلاتهن في المغرب. يتم مصادرة جميع النسخ من وزارة الداخلية. 1995 مصادرة جواز السفر بدون إبداء أية أسباب وفقط في سنة 2000 وبعد احتجاجات من قبل منظمات للدفاع عن حقوق المواطن في جواز سفر تم إعادة جواز السفر. سنة 2000 الاعتقال مجدداً مع إصابات جسدية مهمة مثل: كسر أضلاع، إصابة فقرات الرقبة والظهر والعين اليمنى. سنة 2001 مهاجمة من قبل الشرطة مع سرقات وتهديدات. 2001 اعتقال في مطار تونس–قرطاج ثم السجن بعد مقابلة مع تلفزيون مركزه لندن هاجمت فيه أساليب التعذيب المنظم وعلاقة القضاء بالفساد. عام 2002 ضيف على منحة مؤسسة الملاحقين سياسيا في هامبرغ. 2003 و 2004 زيارة العراق. 2005 مراقبة وسائل الإعلام أثناء الانتخابات في لبنان. 2006 منحة دراسية لبرنامج "كتاب في المجر" بألمانيا. 2009 تترك تونس إلى الخارج. 2011 الرجوع إلى تونس للمشاركة في بناء الدولة الديمقراطية. من كتبها التي نشرت بالألمانية: - "المهزومون المحررون"- صحفية عربية عايشت العراق المحتل، Antje Kunstmann, 2004 - دكتاتوريون على أبواب اوروبا- لماذا يحرض الجنون الامني المتطرفين 2005 Antje Kunstmann, نصرالدين السويلمي