دخل اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر2013 في إضراب جوع عدد من المربين وموظفي وزارة التربية المشاركين في اعتصام " الإرادة " لتفعيل الأمر الترتيبي عدد 3256 الصادر بتاريخ 13 / 12 / 2012 والذين لايزالون مرابطين رغم الريح والأنواء وبرد ليالي ديسمبر القاسي أمام مقر وزارة التربية . وقد انطلق اعتصام " الإرادة " منذ 9 أيام من أجل تسوية المسار المهني ل 1203 من موظفي وزارة التربية العائدين لسالف عملهم بمفعول العفو العام ، ونتعمد عدم ذكر مفردة المنتفعين التي تقترن ظلما وبهتانا بفئة من المناضلين السياسيين الذين طالتهم يد الظلم إبان سنوات الجمر ، ولاتزال تطالهم بعد الثورة ، وظلوا إلى الآن يعانون من الحرمان ومرارة التمييز السلبي ، فهم لايزالون رغم تقدمهم في السن في أسفل درجات المهنة يتقاضون مرتبات زهيدة دون مرتبات من التحقوا بالمهنة من تلاميذهم . ولعلنا في مقال سابق ، كنا تعرضنا لهذه المظلمة بالتفصيل ، إلا أننا نجد أنفسنا مضطرين لمعاودة الكرّة نظرا لأن الملف ظل إلى حد الآن يراوح مكانه ، ورغم أنه تمت تسوية 240 ملفا ، حسب بيان وزارة التربية البارحة إلا أننا نظن أن التلكؤ واختلاق الأعذار والمبررات لعدم الانتهاء من تسوية هذا الملف بصفة نهائية ينم عن نية مبيتة لإنهاك المناضلين المعتصمين ، الذين لايدرك من يقفون خلف نوافذ الوزارة حجم إصرارهم ، والتزامهم بعدم العودة إلى ديارهم حتى تسوية آخر ملف من ملفاتهم . وبالتواصل المستمر مع أعضاء لجنة تنظيم الاعتصام والناطق الرسمي باسمه تبين لنا أن أطرافا عديدة سنأتي على ذكرها تباعا تقف حجر عثرة أمام التسريع في تفعيل استحقاقات الملف بطريقة متعمدة وخطيرة وتقع تحت طائلة القانون وفيما يلي عرض لأهم المتآمرين على هذا الملف الحقوقي : الإدارة العميقة : بقايا التجمع وشراذم اليسار بالوزارة : إتلاف الملفات والوثائق —————————————————————————– تبين بما لايدع مجالا للشك وبتصريح من بعض الموظفين الشرفاء أن بعض المتنفذين في الوزارة من التجمعيين واليساريين الذين تعلقت بجلهم قضايا فساد وذكرت أسماؤهم في اعتصامات مابعد 14 جانفي ، والذين ثبتهم الوزراء الذين تداولوا على وزارة التربية ، قد عمدوا إلى إعدام بعض الملفات وتمزيقها وإتلافها حتى لاترى النور وحتى يتم انكار وجودها بمقر الوزارة . بيروقراطية الوزارة ورئاسة الحكومة ——————————————— من المهازل التي طلعت على المعتصمين مطالبتهم بإحضار الوثائق التالية حتى تتمكن الوزارة من إنجاز ملفاتهم : قرار انتداب ( وكأن هؤلاء الذين يتقاضون أجورا من الوزارة لايعملون بها ، أو أنهم لم ينتدبوا أصلا بها ) قرار تنصيب الانتداب الأول ( هل سمعتم بوثيقة تحمل هذا الاسم سابقا ؟) قائمة الخدمات ( وأين ذهبت قاعدة معطياتكم وحواسيبكم وأرشيفكم ؟ ) قرار الإرجاع ( كيف عاد هؤلاء إلى سالف أعمالهم ، أليس بقرار من وزارتكم ؟ ألم تبقوا لإدارتكم نسخة منه ؟ ) قرار العزل ( من يمتلك قرار عزله ؟ أليست الإدارة هي التي قامت بالعزل ؟ ) قرار تنصيب ( لعلهم يقصدون قرار نصب واحتيال ) قرار آخر تدرج قبل الشطب ( منتهى التعجيز ، ابحث يامن كنت محروما من العمل 23 سنة عن آخر قرار لتدرجك ) أصل شهادة العفو العام ( ألم يسلموكم إياها قبل عودتهم إلى سالف عملهم ، أم أنكم أعدمتموه وتطالبون به من جديد ؟ ) قوات الأمن : ——————— حرمت قوات الأمن المعتصمين من الحشايا التي كانوا يبيتون عليها ومنعتهم من استعمال البلاستيك أو نصب الخيام في حين كانت بنفسها تبيت الليالي تحرس معتصمي نافورة باردو حتى لانضيف أشياء أخرى في حين تعلم أنهم جاؤوا لإسقاط النظام . فأي امن جمهوري هذا ، واية جمهورية هذه ، التي يحمى فيها من يرغب في إسقاط النظام ويضايق فيها صاحب حق جاء للمطالبة بتنفيذ القانون في حقه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أمر مؤلم حقا ، أن يقضي مربون ليلتهم الفاصلة بين سنتي 2013 و 2014 في العراء ، تحت لسع البرد الشديد ، وبأمعاء خاوية من أجل استرداد حق استرده غيرهم ممن ينتمون إلى وزارات أخرى ، في حين ينام المسؤولون عن إهدار حقوقهم والتلاعب بها في الدفء ، بين عائلاتهم وأسرهم ويستقبلون السنة الجديدة بالحلويات والسهرات و……………