حقا تونس بلد المعجزات والمفارقات كما اطلق عليها البعض ، وحقا لدينا نخبة إعلامية لم تترك طريقا للالتفاف الا وقطعته بل وتوغلت فيه ، كم صدّعنا هذا الإعلام العجيب بخلطات تفوح منها رائحة اللؤم والركاكة والتبلد والتعجرف . منذ استضاف الإعلامي سمير الوافي المدير العام للأمن العسكري السابق الجنرال أحمد شابير والإعلام يلوك بعض المعلومات التي أدلى بها الرجل ، بعض وسائل الإعلام ذهبت تسال الخبراء وتستقصي الصحفيين المختصين عن حقيقة ما قاله شابير عن الغنوشي ، وهل حقا قرر زعيم النهضة ذلك ، تم التقاط المعلومة التي افاد بها مدير الأمن العسكري السابق والتي جاء فيها "راشد الغنوشي كان يعتزم العودة يوم 9 جانفي 2011″ ، وحمل الاعلام الخبر كيفما كان وذهب يطوف على الناس يسألهم عن ملابسات ذلك ، حتى الجنرال رشيد عمار ذهبوا اليه وسألوه ، على أمل ان يزيح اللبس فزاد الطين بلة حين قال " معطيات ثابتة ان راشد الغنوشي كان يعتزم العودة يوم 14 جانفي " . أكبر جنرالين في البلاد اختلفا حول عودة الغنوشي المزعومة خلال مداولات الثورة وأعطى كلاهما تاريخا مغايرا ، ناهيك عن الصحفيين وجوقة التخمينات والإشاعات ، لو كان السؤال يتعلق بظروف عودة الثعالبي من المنفى او ساعة الخروج الأخير لحشاد من منزله او حتى تاريخ اللقاء الأول بين بورقيبة وصالح بن يوسف ، لو كان السؤال يدور حول شخصيات طواها الموت وحقبات بعيدة استعصت على التاريخ والتأْريخ لكان الأمر هينا ،لكن الجماعة تفتش وتنقب وتتبع وتلاحق أحداثا صاحبها ما زال على قيد الحياة ويروح بينهم ويغدو ، وكأني بهم أرادوا اخد المعلومة عن الغنوشي من جهات رسمية فالغنوشي لا يمكنه إعطاء معلومة رسمية عن نفسه لانه ليس بالجهة الرسمية ولا يمت للجهات الرسمية بصلة . نصرالدين