الأكيد أنّ السّيدة ماري كريستين سارغوس الرئيسة المديرة العامّة للمجموعة الفرنسيّة للإعلام ، عندما كانت تبشّر بمساندة التجربة الديمقراطيّة التونسيّة كانت تتحدّث لبعض النخب وليس للشعب التونسي صاحب الثورة التي تجاهلها الإعلام الفرنسي إلى سويعات قبل هروب بن علي ثم ركبها وأردف خلفه نسخة تونسيّة مشوّهة وانطلق في رحلة الإجهاض . السّيدة ماري سارغوس أكّدت أنّ قناة فرانس 24 إلى جانب إذاعتي مونتي كارلو وفرنسا الدوليّة ، مستعدة لمدّ يد المساعدة للتجربة الديمقراطيّة في تونس، وهي تعلم جيدا أنّ التجربة التي تتحدّث عنها تعاني من مثل هذه المساعدات، ولو خلوا بينها وبين الشعب التونسي "وتْلمّوا ولمّوا فقاقيعهم المتونسة" لكنّا عبرنا منذ مدّة طويلة ولكان القطار على السكة والتجربة أنهت مراحلها الانتقاليّة ورسخت نفسها. ومن تراه عمق جراحنا وأطال عمر الديكتاتوريّة غير المؤسسة الاعلامية الفرنسية" image 7 " وأخواتها ، ومن مدّد في نفوذ بن علي غير " Madame Anne Méaux " ورفاقها ورفيقاتها ، ولا ننسى أنّ المجلس الأعلى السمعي البصري الفرنسي ، بقيادة " michel boyon " كان أحد أذرع بن علي الضاربة في فرنسا وهو الذي قاد عمليّات التبييض الطويلة التي دفع فيها المخلوع ملايين الدولارات ، السّيد ميشال الذي شهد بديمقراطيّة بن علي وأعلن مرارا من على منابر العديد من وسائل الإعلام الفرنسيّة أنّ الرئيس التونسي يتعرّض لهجمة باطلة وظالمة ، وناشد إعلام بلاده مساعدة النظام التونسي بكل ما أوتي من قوة، هذا ميشال بنفسه عرض على تونس ما بعد الثورة المساعدة ومدّ يده إلى التعاون وربما ذهب إلى حدّ المطالبة بالتوأمة ، لكن مع من ومن أجل من؟؟ ولأيّ هدف ؟ بعض أرباب صناعة الإعلام في فرنسا الذين لم يتورّطوا مع منظومة القمع في تونس وعلى قلتهم تبجّحوا بأنّهم لم يشاركوا في مناصرة الرئيس المخلوع ، ولم يؤازروه ، وأنّهم كانوا مع الديمقراطيّة وحقوق الإنسان ، الغريب أنّ نفس هذه المؤسّسات تورّطت في التشجيع على الانقلاب ونسقت مع ميليشيات "انقلاب الجنازة وانقلاب صيف 2013″ ، ولم يكتفوا بتدريب الكفاءات الانقلابيّة بل نزلوا إلى الميدان وأسهموا مباشرة في المحاولات اليائسة التي تصدّى لها الشعب وقواه الحيّة. نصرالدين