مثّل مشروع الملك فهد للسلام المقدم في فاس عام1982خطوة متقدّمة جدا في حل الصراع العربي الاسرائيلي وتضمّن وعدا صريحا بالاعتراف بالكيان الصهيوني وإقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل مقابل حل عادل للقضية الفلسطينية يتمثل في دولة فلسطينية في الضفة وغزّة عاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين ( البند 2و3 )… وأقرّت القمم العربية هذا المشروع وأطلقت عليه اسم " خطة الٍسّلام العربية " …ولكن مع الأسف الشديد لم تعاضد خطة السلام بأية خطة مقاومة أو دعم صمود سواء في جنوبلبنان أوفي الجولان السوري المحتل أو في الضفة الغربية أو في غزّة البطولة والفداء … بل لاحظنا مساندة ودعما من ايران الشيعية الفارسية للبنان ولفلسطين ولكل المقاومين … كنّا نتصوّر ونتخيّل أن يكون الدعم العربي للفلسطينيين يساعد على الثبات على الأرض ووقف العدوان و " فرض السلام " …إلاّ أنّ شيئا من ذلك لم يقع …سوى مساعدات دوائية وغذائية بعد الغارات على غزّة بل إنّ النّظام المصري في عهد مبارك حاصر غزّة ومنع عنها وسائل العيش فضلا عن أدوات المقاومة وذلك خدمة للكيان الصهيوني وتحالفا مكشوفا معه … الآن في 2014 لم تنسحب اسرائيل من الجولان السوري المحتل … ويواصل الكيان الصهيوني تهويد القدس الشريف وتحويل المسجد الأقصى الى جزء تابع لجبل الهيكل … ويستمرّ الاحتلال في قضم الضفة وتوسيع الاستيطان ولاتوجد في الأفق أيّة بادرة لحلّ عادل أوشبه عادل للقضية الفلسطينية … يتم في 2014 تصنيف حركة المقاومة الاسلامية كحركة ارهابية من قِبل نظام الانقلاب العسكري في "مصرالعروبة " ثم من قِبل نظام " انساني وتمثّل " توقيع وثيقة استسلام للعدوّ " وبيعا نهائيا للقضية الفلسطينية" . إنّ الأزمة العميقة التي سيتسبب في هذا الإجراء سيدفع القوى الفوضوية المجنونة الى تقديم أنفسهم كمقاتلين من أجل الحرّية ممّا يزيدمن نشر العنف في المنطقة العربية وتأجيج الصراع الداخلي بين أبناء الوطن الواحد… لأنّ الظلم تأباه الأنفس الحرّة ، ولأنّ تصنيف حماس كحركة ارهابية استفزاز لمشاعر المواطن العربي والفرد المسلم ولكل الأحرار في العالم . اسماعيل بوسروال – منتدى المعرفة – سوسة