لا يمكن ان تمر تصريحات الشيخ راشد الغنوشي حول المسائل السياسية العادية دون ان تثير العديد من ردود الافعال ، فما بالك اذا كانت تصريحاته تخص التجمعيين ، ثم ما بالك اذا كانت تتحدث عن افساح المجال امامهم وعدم حرمانهم من المشاركة في الحياة السياسية ومن ثم العودة الى ادارة البلاد او الاشتراك في ادارتها مع بعض الاطراف الاخرى . الغنوشي تعرض الى انتقاد وصل الى حد التجريح وفي بعض الاحيان التخوين على خلفية موقفه الاخير الذي افصح من خلاله عن جرعة عالية ومركزة من التسامح مع فلول التجمع ما اثار العديد من ابناء النهضة والطيف الغالب من انصار الثورة وابنائها وحماتها . قد يكون الموقف الذي اتخذه الغنوشي وأملته عليه الحسابات يتحمل مسؤوليته بشكل كبير ابناء الثورة وأنصارها ، فالرجل اتضح منذ عودته القوية الى إدارة الحركة والذهاب بها بعيدا في الحوار الوطني انه بات يعتمد بشكل يكاد يكون كليا على ميزان القوى ، واصبح يتحاشى ثقافة والمبادئ المطلقة ويتجنب المجاهرة بالمقاومة و الخوض في اهداف الثورة بشكلها المباشر البائن الفصيح . لقد كشف انصار الثورة في العديد من المناسبات عن ضعف كبير في عملية الحشد حين تتعرض الثورة الى الشد والاهتزاز ، لكن ردود الفعل التي اعقبت عملية الاختطاف المهينة التي نفذتها ميليشيات النقابات الامنية في حق دغيج احد الارقام الصعبة في الثورة ، ابانت عن هوة الكبيرة بين لغة الثوار القوية وقدرتهم في المؤازرة والفعل على الأرض حين تحتاج الثورة الى ذلك ، ولا شك ان الفشل الكبير للتعبئة والدفاع عن دغيج اظهر الهوة الساحقة بين لغة الثوار وفعلهم ، وربما اتضح ان الذين يناصرون الثورة ويفعلون في ارض الواقع لم يعودوا تلك الجحافل الهادرة وتحولوا هم انفسهم الى نخبة . ولا يستبعد ان يكون الغنوشي وجد نفسه امام نخبتين ، نخبة نقية صافية لا تملك الا العواطف والاحاسيس والوفاء لثورة لا تستطيع حمايتها ونخبة متمرسة تتعمد خيانة واسقاط الثورة ، تملك المال والامن والدولة العميقة والاعلام وتحسن عمليات التدمير الى حد بعيد ، ويبدو ان الزعيم التاريخي للنهضة اختار الواقع على الحق. *بعض ردود الافعال حول موقف الغنوشي من العزل السياسي تصريحات فضيلة الشّيخ راشد الغنّوشي رئيس حركة النّهضة حول الفصل 15 المتعلّق بالإقصاء أو العزل السّياسي على موزاييك ف م والملخّصة في " إذا طرح الفصل 15 المتعلق بإقصاء رموز التجمع من الترشح للانتخابات القادمة على التصويت فالنهضة ستصوت ضده …" لا تلزمني في شيء لا من قريب ولا من بعيد لأنّها لا تترجم موقف مؤسّسات الحركة والشّيخ ليس من حقّه أن يبتّ في مثل هذه القضايا برأيه خارج المؤسّسات وكان بإمكانه، عند الضّرورة القصوى، أن يعبّر عن رأيه الشّخصي ولا يسوّق موقفا باسم النّهضة لم نتّفق عليه داخل المؤسّسات فالنّهضة ليست شخصا ولا ينبغي أبدا أن تكون كذلك فهي الشّيخ وأنا وأنت وغيرنا ممّن اقتنع بمشروعها ومؤسّسات وقوانين ونظم ولوائح تنظّم العلاقات وتدير شأن الحركة وإلاّ فالحركة لا شيء لاشيء لا شيء سوى أهواء وأمزجة ومصالح ولن تعمّر طويلا ولن تخدم مبادئ وقيّما ولن تنفع البلاد والعباد …. لست بصدد مناقشة صحّة الموقف من عدمه …. الكارثة في اتخاذ مواقف باسم الحركة خارج المؤسّسات فهذه تجاوزات قد تجلب علينا الويلات وليس في كلّ مرّة تسلم الجرّة. انتمائي للنّهضة يلزمني بأشياء وسلوكيّات وضوابط ويفقدني جزءا من حرّيتي مقابل أن أعامل ككيّان حيّ يفكّر ويقدّر ويفعل ويتفاعل و ليس كمجرّد رقم بارد باهت تابع مفعول به. العربي القاسمي — قد افهم رفض العزل السياسي لرموز التجمع اذا كان التعليل بان مخاطر العزل اكبر من أثره، او بان الاستقطاب المحتمل قد يضر بالتوافق الحاصل، او بان الاحزاب التي انتخبتِ الاغلبيةُ قد عجزت عن الحكم و التغيير و اضطرت للانسحاب و اعادة الامانة لاصحابها وارتات اننا امام فتن لا عاصم منها بعد الله سوى التعويل على وعي تلكم الاغلبية وقدرتها من خلال اصواتها على عزل التجمعيين و اسلافهم الدستوريين. اما القول بان عزل رموز التجمع – مثلما اوصى الموتمرون يوم وقف الشيخ نفسه والقيادة التنفيذية من حولهامامهم هاتفين اوفياء صادقون- عقوبة جماعية مرفوضة، فهو قول يغفل عن الكثير من الاشياء الجميلة والمهمة، لعل ذكاء السامعين ليس ادناها. لم افهم سبب الفشل في طرح نقاش جدي حول شروط توبة المذنبين من تجمعيين ودساترة "نظاف"، والتنازل مجددا دون غطاء ومن غير مقابل. اليست شروط التوبة معروفة؟ ندم واقلاع وعزم ورد للمظالم، اما الندم والاقلاع والعزم فلا دليل عليها بل المجرمون اليوم يصرون بل يتبجحون بل يدّعون انهم اصحاب سبق و فضل، واما رد المظالم فلا اثر له ايضا بل الظالم متمترس بما غنم والمظلوم مطالب بان يضحي اليوم مثلما فعل بالامس. ولا يتكلمنّ احد عن العدالة الانتقالية، اذ الطرفة لم تعد تسلي احدا. اتفهم هذه المرة المرارة التي تدفع الكثيرين لابداء نقدهم في العلن وادعو المولى ان ييسر وقفة تتضح معها امور وت حبيب اللجمي — محمد الغرياني آمس يصرح الي نداء تونس قام بنصف انجازات الثورة و راشد الغنوشي اليوم يكمل النصف الثاني و يصرح بأنه ضد اقصاء التجمعيين و مع اشراكهم في الانتخابات وحدة وحدة أ سيدي الشيخ ساسيلنا على روحك راك انت الحكيم وانت الي تقود في الثورة لبر الامان أما غير هلي عاملين فيها ثوريين مش فاهمين الطرح و ديما ينبرو و محلا الثورة التونسية تضم الجميع سلمان زكري — رأيي بوضوح في قانون تحصين الثورة ************************* العائدون إلى حلبات الصراع السياسي هم الذين كانوا يعطون الأوامر الواضحة لزبائنهم أيّام كانوا في الحكم بتعذيب هذا حتّى الموت واستعمال النجاسة مع هذا حتّى الإذلال واستعمال زوجة هذا حتّى الإكراه على الاعتراف بما لم تقترف يداه واغتصاب زوجة هذا أو أخت هذا أو أمّ هذا حتّى يكره هذا الوجود ويفقد العقل وترتكب أمّه أو أخته أو زوجته ما به تنسّى آثار جريمة المجرمين!… وقد كان هذا وهذا وهذا جميعا إسلاميين ولكن لم يكن – للحقيقة – من بينهم القادة الكبار فالنّظام وإن سفل ظلّ يكنّ احتراما استثنائيّا للكبار!… لمّا جاءت الثورة طالبت بالكرامة وباسترداد الحقوق وتحقيق العدالة بين الجهات وبين النّاس وفي المجتمع. وبديهيّ أنّ ذلك لن يكون إلّا بالقصاص من أولئك المجرمين الفاسدين اللّاإنسانيين الذين خنسوا في البداية يرقبون ثمّ ما لبثوا أن عادوا متبرّئين ممّا عملوا وقد ألقوا ذنوبهم كلّها غير مبالين!… وإذا مُدح العفو والعافون، فما كنت أحسب أنّ الذي عفا قد ينسى بسرعة البرق ما حصل له، ولا سيّما في عِرضه، فيبادر إلى عدم المطالبة بالقصاص!… غير أنّه إذا حصل ذلك لحسابات لا أراها بالمرّة لنصرة أخلاق المسلمين، فإنّه لا ينبغى أن يتجاوز العفو عدم القصاص إلى المجالسة والمؤانسة والمضاحكة والملاعبة فيما يُعرف بالوفاق الوطني الذي بدأ مهندسوه يطمحون إلى تصديره يرجون به ربّما رفعة عند النّاس يحسبون أنّهم بها قد ينجون من مكرهم!… شخصيّا أستغرب فأتساءل معتذرا: كيف يمكن لإسلاميّ أن يجلس مع مجرم تجمّعيّ أو دستوريّ وهو يعلم أنّه قد أعطى الأوامر ذات يوم باغتصاب زوجته أو أخته أو أمّه إلّا أن يكون حقّا ديوثا!… ولذلك فإنّي لا أستنكر تصويت حركة النّهضة – كما بدأ التسويق لذلك – ضدّ قانون تحصين الثورة فقط، ولكنّي أعتبره خيانة لنا ولنضالاتنا وخاصّة لنضالات نسائنا… ومن لم يسارع إلى إقصاء المجرمين فليس أهلا كي يُستأمَن على أعراض المسلمين، وليس أهلا كي يحوز كما كان يحوز دائما على احترامنا!… أرى التصويت ضدّ قانون تحصين الثورة غياب مروءة وتعدّيا صارخا علينا نحن الصغار المغتصبة نساؤنا المجلودة جلودنا المشتّتة عائلاتنا المزهوقة أرواحنا الميتين موتا بطيئا قد يسرّعه هذا السلوك. وأدعو بحرص استثنائيّ إلى التقليل من حسابات مع البشر لا يُراعى فيها اللقاء مع ربّ البشر… والله من وراء القصد عبدالحميد العدّاسي، الدّانمارك 15 مارس 2014 — الجماعة إلي كانوا ياكلوا في الروز بالفاكية في إعتصام الرحيل مع التجمعيين .. قاعدين اليوم يزايدوا على حركة النهضة و يحاولوا خلط الأوراق ، و الهدف الوحيد من ذلك هو تشويه حركة النهضة و تصويرها على أنها الوحيدة التي ترفض عزل التجمعيين ! طبعا الهدف الخفي هو محاولة إبتزاز حركة النهضة و إحراجها أمام قواعدها حتى تخضع و تسير في الطريق الذي يرسمه الإنقلابيون .. و بالتالي تدفع الثمن لوحدها بعد إنسحاب هؤلاء المزايدين !!! لا يا حمقى .. علمنا غدركم في التسعينات لما وضعتم اليد في يد بن علي و تآمرتم من أجل إدخال حركة النهضة السجون ! علمنا التاريخ أن اليسار .. غدار ! ابو بكر السعداوي — صرّح الشّيخ راشد الغنّوشي : إذا طرح الفصل 15 المتعلق بإقصاء رموز التجمع من الترشح للانتخابات القادمة على التصويت فالنهضة ستصوت ضده. لست بصدد مناقشة هذا الموقف. موقفي واضح منذ الثورة وهو أن مكان رموز النظام السابق هو السجن ولا السياسة، وأن مهادنة التجمّع عبث، لأن التجمّع لو كان بمقدوره الانقلاب على الثورة لفعلها دون أن يتردّد لحظة، سواءً انبطحت النهضة أو لم تنبطح. وقد حاول فعلا مرّات عدّة، حتى في فترة السبسي التجمعي. موقفي هنا هو: يا شيخ أين ديموقراطية النهضة؟ هل صرّحت بهذا بناءً على قرار اتخذته مؤسسات النهضة؟ أم هو رأي الزعيم الذي لا يناقش؟ الحبيب حمام ——– التجمعيون لهم حق الحياة في تونس.. أما حق الترشح السياسي باسم الشعب الذي قمعوه طيلة نصف قرن، وحق تقلد مناصب سياسية في الدولة فيجب أن يصادر.. (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ.. فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) محمد بن جماعة مامجموعه فاق ال18 عشر سنة سجن في سجون الاحتلال منها 14 عشر سنة سجن متتالية اضف اليها قرابة الخمس سنوات مراقبة ادارية بما في ذلك حد التنقل والسفر والمنع من العمل… اضف اليها شلل يديه الاثنتين لمدة شهرين نتيجة التعذيب واغتصابه بعصا جلاده ومحاولات ارغامه على توقيع تهم ملفقة تتعلق بقلب النظام وتهريب الاسلحة… لن اتحدث عن معانات زوجته التي حاولوا اجبارها على طلاقه وارهبوها هي واطفالها ونزعوا بالقوة حجابها اكثر من مرة ولوحوا عشرات المرات بطردها من العمل… لن اتحدث عن أطفاله الثلاثة الذين يتموا وابوهم حي في سجون الاحتلال… كما اذكر كيف ان ابنه الاصغر رأى النور بعد اشهر من سجنه ولم يحضن اباه الا بعد 14 سنة من خروجه من معتقله… مارويته لايوفي حقيقة جزء من معاناته ومعانات عائلته التي لاتزال تطالب بحقها في تتبع محتل أذاقها واخرين علقم الاقصاء… سيد راشد الغنوشي انا لا اتحدث عن معتقل فلسطيني بل اتحدث عن ابي احد معتقلي حركة النهضة في سجون الاحتلال البورقيبي والنوفمبري والذي رفض عرض تسفيره هو وعائلته الى فرنسا وفضل السجن على الهرب… مساوماتك مع التجمع المحتل لا تعني ابي ولاتعنينا نحن واعتراضك على التصويت لاقصاء التجمع من الانتخابات لايلزم احرار تونس… على الاقل إحترم تاريخ معاناتنا ورجاء عد الى بريطانيا! فلست وصيا لا على تونس ولا على احرارها. امان الله المنصوري —- في كلمتين .. الي كان يستنى من النهضة (و إلا غيرها) بش تعدي قانون العزل .. نقله يما عليك شتحس في روحك؟ لتو لا تربيت من عمايل النهضة ؟؟ .. و الي كان يستنى من النهضة تكون ثورية و كان يستنى في قرارات ثورية .. نقله: عيش ولدي أنت رضيت بالباجي و المبزع في القصبة 2 (و انا منهم) لذلك ta gueule و برا شوف مستقبلك وس يب عليك من هالبلاد و من السياسة .. محمد عياض —- ألم تعتبر النهضة من التجربة المصرية؟ هل تريد أن تدير المعركة على قاعدة الشرعية الانتخابية العارية المجردة من شرعية الإنجاز والثورة في مواجهة الدولة العميقة في شكلها البوليسي النقابي البيروقراطي؟ أم أنها اقتنعت بضرورة التموقع داخل صيغة حكم 56 على قاعدة تسويات وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب (win-win) مع أدوات منظومة الدولة العميقة؟ كمال عزيزة