أعطى السيد عبد الرؤوف الباسطى وزير الثقافة والمحافظة على التراث اليوم السبت بمقر الصحابي أبى زمعة البلوى بالقيروان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2009 إشارة انطلاق فعاليات شهر التراث الذي يتواصل من 18 أفريل إلى 18 ماى 2009 حول محور “التراث والاستثمار الثقافي والاقتصادي”. وأبرز الوزير بالمناسبة ما تشهده مدينة القيروان بفضل العناية التى تحظى بها من لدن الرئيس زين العابدين بن على من حركية نشيطة ونهضة شاملة على درب مسيرة النماء والتقدم. واشار الى ان عاصمة الاغالبة ظلت منذ ان أسسها عقبة بن نافع سنة 670م حاضنة للاحداث التاريخية والثقافية الخالدة ومشعة محليا واقليميا ودوليا بانوار الحضارة والثقافة والابداع. وذكر بان الوزارة دأبت منذ التغيير على ان تفرد الاحتفاء بالتراث بشهر خاص أصبح تقليدا سنويا ومناسبة للاسهام فى ترسيخ مقومات الهوية وتاصيل الكيان. وبين ان اختيار التراث والاستثمار الثقافى والاقتصادى موضوعا للاحتفال بشهر التراث هذه السنة يوءكد الايمان بالافاق الرحبة والفرص الهامة التى يتيحها قطاع التراث بجوانبه المادية واللامادية فى دفع حركة التنمية الثقافية والاقتصادية لا سيما فى مجال السياحة الثقافية. ومن جهة اخرى تحدث الوزير عن الاجراءات والقرارات الرئاسية الرائدة التى حظى بها قطاع التراث في تونس والتى مثلت خير حافز لمن يريد الاستثمار فى هذا الميدان مبرزا اهمية هذا القطاع فى حفظ الهوية الثقافية الوطنية من ناحية والاسهام فى التنمية الاقتصادية وايجاد مواطن الشغل من ناحية أخرى. واستعرض السيد عبد الروءوف الباسطي فى هذا السياق الجهود المبذولة لتعهد المعالم الاثرية وصيانتها وترميمها ولتطوير التشريعات والقوانين المتعلقة ببعث المشاريع الثقافية واصدار كراس شروط ميسرة قصد تشجيع الخواص على الاستثمار فى الميدان الثقافى عامة وفى التراث على الوجه الخصوص. واشار في هذا الاطار الى ما تزخر به القيروان من معالم تاريخية ومواقع أثرية متعددة وخصوصيات معمارية متفردة والى ما اشتهرت به من صناعات وحرف تقليدية داعيا الى الاستفادة من هذا الرصيد التراثى والحضارى وتثمينه قصد دفع المنظومة التنموية الشاملة على الصعيدين الثقافى والاقتصادى. وبعد ان ابرز اسهامات اعلام القيروان في اثراء الرصيد الحضارى اكد الوزير ان تونس ستظل بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي وفية لتراثها ولمصلحيها واعلامها مع الاخذ بناصية الحداثة واسباب التقدم والاسهام فى الثقافة الكونية بكل ثقة واقتدار. واطلع اثر ذلك على مشروع تهيئة فضاء البرك الاغلبية وعاين المسلك السياحى المنجز من طرف الوزارة بتمويل من البنك العالمى كما تعرف على مكونات مشروع تهيئة بطحاء الجرابة. وتفقد الوزير من ناحية اخرى اشغال ترميم مقام سيدى بن سلامة احد المعالم الدينية على مقربة من الجامع الاعظم بالاضافة الى الاطلاع على اشغال ترميم دار العلانى بالقصبة لتحويلها الى وحدة سياحية مع المحافظة على طابعها الاصلى. كما زار بمقر جمعية صيانة مدينة القيروان معرضا يجسم بالصور والبيانات انجازات الصيانة بمدينة القيروان منذ التغيير.