مثل موضوع ” العدل والسلم في الكتب المقدسة والفكر الفلسفي” محور أعمال الندوة الدولية التي انطلقت يوم الاثنين بنابل والتي ينظمها كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان بالاشتراك مع لجنة التعاون مرسيليا بروفنس المتوسط.ويشارك في هذه التظاهرة التي تتواصل على امتداد أربعة أيام باحثون ومختصون في علوم الدين والانتروبولوجيا وجامعيون من 48 بلدا عربيا وإفريقيا وآسياويا ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتتناول هذه الندوة بالدرس جملة من المحاور التي لها مساس بمواضيع العدل والسلم من خلال مداخلات تتعلق ” بالعدل والسلم في القران والسنة وحقوق الإنسان ” و”السلم والعدل في الإسلام” و ” مركزية العدل في الفكر الإسلامي” . وسيخصص جانب من أعمال هذه التظاهرة لتناول موضوع العدل والسلم في المفهوم والمضمون من تفسير سماحة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور وفي فكر الأمير عبد القادر الجزائري والعلامة عبد الحميد بن باديس. كما سيتم التحاور بخصوص العدل والسلم في الفكر الفلسفي بالأمس واليوم و التعايش السلمي في الفكر الفلسفي الإفريقي. وأشار الدكتور محمد حسين فنطر المشرف على كرسي الرئيس بن على لحوار الحضارات والأديان إلى أن في حضور عديد المختصين في أعمال هذه التظاهرة من مختلف القارات في تونس تأكيد لحرص بلادنا التي تحتضن كل الأديان على نشر قيم العدل والسلم والتضامن التي ينادى بها الرئيس زين العابدين بن على من أجل ضمان السلم والازدهار لجميع الشعوب. وحيا الدكتور روبار بيسموث رئيس لجنة التعاون مرسيليا بروفنس المتوسط من جهته الرئيس زين العابدين بن على لإحداثه كرسي لحوار الحضارات والأديان مبرزا أن في ذلك تأكيد لما تتميز به تونس من تنوع ثقافي واحترام لحرية المعتقد و للقيم الكونية. وأشار إلى أن احتضان تونس لهذه الندوة يبرز الحرص المتجدد على تعميق الحوار من اجل العدل والسلم ومن أجل ترسيخ هذه الثقافة لدى الناشئة والشباب. وبين السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا في افتتاح أشغال الندوة ما تميزت به تونس منذ القدم من دعم متواصل لمبدأ السلم والتصالح مع الثقافات والحضارات الأخرى. وأكد على أهمية المبادرات المتتالية للرئيس زين العابدين بن على التي تدعم السلم والعدل وتكرس القيم الحضارية والإنسانية الكفيلة بتعميق التفاهم بين الشعوب والأمم وتعزيز التعايش بينها ومنها نداء سيادته لإنشاء صندوق عالمي للتضامن. وبين ما توليه تونس ارض الحوار والتسامح والاعتدال من حرص موصول على نشر ثقافة الوسطية والعدل والسلم ومن عمل دؤوب لمزيد دفع العلاقات الدولية نحو هذه القيم السامية ملاحظا إننا اليوم في عصر لا مجال فيه للنزاعات الدينية وهو عصر الحريات. ونوه بالإسهام الأكاديمي المنتظر لهذه الندوة الدولية قصد مزيد بلورة هذه المفاهيم الجديدة لتصبح بمثابة أخلاقيات القرن الجديد وسلوكياته بعد أن اتسمت القرون السابقة بالحروب التي وظفت الاختلاف الديني لأغراض أخرى. وأكد في السياق ذاته على الدور الأساسي الذي يضطلع به المثقفون والباحثون والمبدعون باعتبار انخراطهم في منظومة قيمية مشتركة تتصدرها قيم العدل والإنصاف والتضامن.