اختتمت الأربعاء بنابل أشغال الندوة الدولية حول “العدل والسلم في الكتب المقدسة والفكر الفلسفي” التي نظمها كرسي بن على لحوار الحضارات والأديان بالاشتراك مع لجنة التعاون مرسيليا بروفنس المتوسط على امتداد ثلاثة أيام وبمشاركة عدد هام من الباحثين والمختصين في علوم الدين والانتربولوجيا وجامعيين من 48 بلدا عربيا وإفريقيا وآسيويا ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوصى المشاركون في هذه الندوة بالعمل على نشر قيم العدل والسلم في صفوف الأطفال والشباب وعلى ضرورة إدراج هذه القيم في الكتاب المدرسي. وأكدوا على وجوب تدريس تاريخ الأديان لا من جانبها العقائدي بل من حيث اتحادها في الأصول واختلافها في بعض الشرائع والطقوس. وأشار السيد محمد حسين فنطر المشرف على كرسي بن على لحوار الحضارات والأديان أن هذا اللقاء حقق مراميه بإرساء جسور للتعاون بين مختلف رجال الديانات الإبراهيمية منها والبوذية و بفسح المجال للتحاور من على منبر هذا الكرسي الذي أحدث لنشر قيم التضامن والتسامح والحوار من اجل العيش في كنف العدل والسلم. ولدى إشرافه على الجلسة الختامية، أبرز السيد الصادق شعبان رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الاهتمام الذي يوليه الرئيس زين العابدين بن على لتقارب الشعوب وحرصه الدائم على إرساء حوار الحضارات والأديان. وأشار إلى أن هذه الندوة شكلت مناسبة للتأكيد على تقارب القيم الدينية مهما ابتعدت الخصوصيات وعلى المساواة بين الحضارات والأعراق. وأبرز أن تونس بلد الانفتاح عرفت المسيحية واليهودية قبل أن تعتنق الإسلام وتكلمت الإغريقية واللاتينية ولغات ولهجات أخرى قبل أن تسود العربية واختارت أن يكون إسلامها متسامح فيه قراءة اجتهادية تواكب العصر. وأكد من جهة أخرى سعي بلادنا إلى حث الأجيال الصاعدة على التحلي بقيم المساواة ومبادئ العدالة والسلام والحرص على احترامها مشيرا إلى الحوار الذي أقيم مع الشباب سنة 2008 والذي أفضى إلى ميثاق مشترك تضمن التنصيص على عديد القيم منها احترام الآخر وأهمية التسامح بين الناس. وذكر في هذا الصدد بدعوة الرئيس زين العابدين بن على بأن تخصص الأممالمتحدة 2010 سنة لحوار عالمي بين الشباب يعبر فيه عن تعلقه بعالم آمن والتزامه ببناء مجتمع دولي تسوده قيم المساواة والمحبة والعدل.