تولى السيد عبد الرؤوف الباسطى وزير الثقافة والمحافظة على التراث يوم الاثنين افتتاح متحف التراث التقليدى الذى أذن رئيس الدولة باحداثه فى 11 أكتوبر 2001 فى مدينة كسرى من ولاية سليانة وبلغت كلفة انجازه 350 الف دينار. ويضم المتحف الذي يتكون من طابقين شواهد حية تعرف بعلاقة الانسان بمحيطه وبالادوات والوسائل المستعملة فى عيشه اليومى وتسلط الاضواء على مقومات الذاكرة الجماعية التونسية كما تختزل حلقات حياة الانسان فى حله وترحاله وأفراحه وأتراحه. وتمثل معروضات المتحف الذي جاء ليعزز شبكة المتاحف المختصة ببلادنا حلقة وصل أخرى بين الماضى والحاضر اذ يحتوى طابقه السفلى على أربع غرف تضم الاوانى الطينية والخزفية لخزن الاغذية والسوائل وكل ماله صلة بالمطبخ الريفى التقليدي. وتضم الغرفة الثانية جناحا لادوات الغزل والنسيج ونماذج من المنتجات الصوفية كالبطانية والعديلة والاكليم والقشابية اضافة الى اللباس التقليدى الخاص بمناسبات الزواج وأدوات التجميل. وتجمع الغرفة الثالثة حاجات الرضيع عند الولادة ولباس الاطفال ولوازم الختان وطقوسه وكذلك الاستعمالات الخاصة بتحضير الميت للدفن. أما الغرفة الرابعة والاخيرة فتختص بعرض الحلى التقليدى وصناعة الفضة. وتزدان الحيطان الداخلية للمتحف بمعلقات تحمل بيانات تفسيرية وصورا وجردا لمختلف طقوس دورة الحياة البشرية من المهد الى اللحد. ولدى اعلانه فى مدينة كسرى عن اختتام الاحتفالات الوطنية بشهر التراث بين السيد عبد الرؤوف الباسطى أن التراث فى بلادنا وبفضل ما يحظى به من عناية موصولة من قبل الرئيس زين العابدين بن على واسهامات جميع العاملين فى هذا الحقل الثقافى والمعرفى استحال ركنا أساسيا من أركان الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية اليومية لكل التونسيين ولم يعد الاهتمام به مقتصرا على أيام معدودة بل أضحى قطاعا حيويا يستأثر بالاهتمام على مدار السنة. ولاحظ الوزير أن استجلاء مكامن التفرد فى الموروث الوطني والسعى الى تحفيز الهمم للنهل من معينه الذي لاينضب والاستئناس بتجارب السابقين للابتكار والابداع هو ما رمنا بلوغه عند اختيار التراث والاستثمار الثقافى والاقتصادي محورا للدورة الثامنة عشرة لشهر التراث هذا العام وعبر عن أمله فى أن يمثل متحف التراث التقليدى بكسرى محركا لعملية التنمية الشاملة والمستدامة فى الجهة ويسهم فى مزيد احياء نسيجها الاجتماعي والاقتصادي وإنعاشه بإحياء ذاكرتها وتوظيفها توظيفا محكما.