تبلغ مساحة المتحف نحو 570 مترا مربع ويقع فوق هضبة ارتفاعها قرابة 1250 مترا ويتكون من طابقين ويضم شواهد بعلاقة الإنسان بمحيطه في حياته اليومية وفي حله وترحاله وأفراحه وأتراحه وقد بلغت تكلفة انجازه 350 ألف دينار تونسي. وينتصب المبنى حسب تقاليد المنطقة جذور أثار الحصن البيزنطي الذي يمثل مرحلة من مراحل تاريخ كسرى الذي يعود إلى العهود البونية. وهو ينهض على مصطبة يوفر للزائر مشهدا يمتد على مدى البصر يشمل القرية والسهول الخضراء الممتدة أمامها.
ويحتوى المتحف على نحو 200 قطعة اثرية تعود للعهد الروماني وأواني طينية وخزفية لخزن الأغذية والسوائل التي كانت تستعمل قديما في المطبخ التقليدي وأدوات الغزل. والنسيج ونماذج من المنتوجات الصوفية واللباس التقليدي الخاص بمناسبات الزواج وأدوات التجميل وبعض الحلي، كما يضم المتحف حاجيات الرضيع ولباس الأطفال ولوازم الختان وطقوس دفن الميت.
كما يحرص المتحف على أن يكون وفقا للروح الداعية إلى إنشائه، فضاء خدمات ومبادلات بين أهل القرية وزواره. اذ يمثل الطابق العلوي للمتحف حيزا مفتوحا لأهل كسرى يستقبلون فيه ضيوفه القادمين لاكتشاف تقاليدهم وطقوسهم ورقة سلوكهم وجودة مأكلهم وثراء الألوان في المنسوجات وروح الضيافة والكرم عندهم. وبالتالي يكون المتحف فضاء للعرض والبيع وتقديم المحاضرات. وهو أيضا في بعده الشامل فضاء للتنشيط والتنمية الثقافية. وقد حدد لنفسه مهمة ان يدرج هذه القرية الصغيرة في مساحتها والكبيرة بتاريخها في مسالك السياحة الثقافية التي تعلي من شأن التراث وتهتم بمقومات الهوية التونسية.