افتتح السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي يوم الخميس مؤتمر رؤساء المصارف المغاربية المنتظم حول موضوع “الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على القطاع البنكي المغاربي والاندماج الاقتصادي والمالي المغاربي”. وأبرز أهمية الاندماج الاقليمي لمجابهة الصعوبات الاقتصادية وضرورة التنسيق على المستوى المغاربي في المجالات الاقتصادية والمالية والنقدية لاستباق الاحداث والتوقي من المخاطر وهو توجه بالنسبة لتونس ذو صبغة استراتيجية. وبين أن المد الاصلاحي الذي شهدته بلدان المنطقة في السنوات الأخيرة من شأنه أن ييسر التوافق والتقارب بين السياسات الاقتصادية والتناسق بين الاطر القانونية والتشريعية وهو يمثل عاملا موضوعيا وحافزا هاما على درب بناء صرح الاقتصاد المغاربي المندمج. وأشار السيد توفيق بكار إلى أن الأزمة أبرزت ضرورة تطوير استراتيجية مشتركة لمزيد التنسيق بين الانظمة المالية لبلدان المغرب العربي والاستغلال المحكم لكل أشكال التعاون والتقارب التي يتيحها العمل المصرفي المغاربي بما يمكن من تركيز مصارف ذات وزن إقليمي قادرة على فتح نوافذ على الأسواق العالمية مبرزا أهمية إحكام تنسيق السياسات النقدية وسياسة سعر الصرف والتحرير المالي الخارجي. وبين أن تحقيق الاندماج المالي المغاربي يستدعي اليوم مزيد تشجيع عمليات التقارب والتحالف بين البنوك المغاربية والتسريع في الانطلاق الفعلي للمصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية بما من شأنه أن يعطي الدفع المنشود للاندماج الاقتصادي بين دول المنطقة من خلال تمويل المشاريع الاستثمارية المغاربية الكبرى. وأبرز في هذا الصدد أهمية تسهيل وسائل تمويل التجارة الخارجية وملاءمة أنظمة الدفع والتشريعات المصرفية والمالية وتدعيم جهود الهياكل المغاربية كاتحاد البنوك المغاربية ومجلس محافظي البنوك المركزية المغاربية.
