خصصت الحلقة السادسة من منتدى الفكر التونسي يوم الاربعاء بالمكتبة المعلوماتية باريانة للحديث عن المسرح التونسي من خلال مداخلة للاستاذ محمد المديوني بعنوان “المسرح التونسي100 سنة”. واكد المحاضر ان الاحتفال سنة 2009 بمائوية المسرح التونسي يحيل الى الاجماع الحاصل حوله كفعل ثقافى مهم ومؤسس للهوية التونسية فمنذ انبعاثه سنة 1909 وهو في علاقة جدلية بين الفكر والواقع باعتماد اساليب عدة فرجوية وصور مرتبطة خاصة بالموروث الشعبى وبمختلف الدلالات الروحية والعقائدية والانسانية بصفة عامة.وقدم في جانب اخر لمسارت المسرح التونسى خاصة على المستوى المؤسساتى والتنظيمى مشيرا الى دعوة النخبة التونسية اوائل القرن الماضى على غرار حسن القلاتى وعبد العزيز الثعالبى وعثمان الكعاك وغيرهم لممارسة المسرح كشكل من اشكال الدفاع عن الهوية الوطنية ومقاومة المستعمر باستعمال اللغة العربية الفصحى وتناول مواضيع تعبر عن اصالة المتفرج ووطنيته. كما دعت النخبة التونسية انذاك وعبر انشائها لجمعية الدفاع عن المسرح التونسى في فيفري 1945 الى تاسيس معهد للمسرح وارساء مقومات الثقافة المسرحية لدى المتلقى وابراز المخزون الشعبي والوطني للمجتمع التونسي باعتماد اللغة العربية كاسلوب للتواصل والاقناع. واشار الى ان الاحتراف في المسرح لم يظهر الا في الخمسينات بانبعاث فرقة بلدية تونس رغم نزوع الفرق المسرحية الهاوية التى كانت منتشرة بالمدن والقرى للاحتراف فى الممارسة المسرحية مؤكدا ان النقلة النوعية للفعل المسرحي حصلت مع انبعاث المسرح المدرسى سنة 1962 . واعتبر المحاضر ان الدولة لعبت ولاتزال دورا فاعلا في تطوير الفعل المسرحى سواء عبر تمويل الانتاجات المسرحية او تكوين الفاعلين فيه وفي بعض الاحيان تسييره من خلال بعث فرق محترفة في عدة مناطق كبرى بالبلاد. واكد الاستاذ محمد المديوني ان المسرح التونسي يبقى نبراس الثقافة الحديثة وان الفعل المسرحي لايكتمل الا بوجود الجمهور الذي يشكل حجر الزاوية في كل عمل جديد. من جهته ذكر الاستاذ كمال عمران مؤطر هذا اللقاء بقدوم اعلام مسرحية من مصر سنة 1920 على غرار جورج ابيض ويوسف وهبي وزكي طليمات وفاطمة رشدي والذين اسهموا بافكارهم ومواهبهم فى تعليم الفنون المسرحية للمولعين بها وكونوا من خلال اقامتهم في تونس فرقا قدمت انتاجات مسرحية راقية ومحترفة.