احتضن فضاء محمد قلوز ببنزرت فعاليات حلقة جديدة من منتدى الفن الرابع الذي تنظمه جمعية النهضة التمثيلية بالجهة وقد نزل ضيفا الدكتور محمد المديوني رئيس اللجنة الوطنية لمائوية المسرح التونسي الذي توقف في هذا المنتدى الذي حمل عنوان: «مائوية المسرح التونسي: المنطلقات والأهداف» عند رمزية الفن الرابع كخيار نخبوي منذ القدم والدور المباشر لمثل هذا الموعد الفني في تأصيل هوية المسرح فيما تناول النقاش تأثيرات ما أضحى يعرف ب «ألوان مان شو» على الساحة المسرحية ودور المبادرات في تفعيل حضور الفرق الجهوية.. وفي مستهل مداخلته شدّد الدكتور محمد المديوني على رمزية يوم 26 ماي 1909 كتأريخ لصعود الممثلين التونسيين لأول مرة على الركح... ملاحظا في الأثناء بأن الممارسة المسرحية التونسية نشأت عن خيارات النخبة التونسية بثقافاتها الثلاث في ذلك الوقت والتي كانت موزعة بين التعليم الزيتوني والصادقي اضافة الى ما كان يوفّره «معهد كارنو» Lycée Karno من تكوين لرواده.. وقد أكد السيد محمد المديوني في ذات السياق ان المسرح هو المدخل الأفضل للحداثة والمطالبة ببعض من الحقوق في ظل الحماية.. كما توقف المتدخل بهذه المناسبة عند كبرى باقي المراحل التي صبغت التجربة المسرحية في تونس وتوّجت بتكوين جيل جديد من المسرحيين تنوعت مذاهبهم لكنها التقت في ضرورة غرس الوعي الوطني آنذاك.. لجنة الدفاع عن المسرح التونسي من أبرز المؤسسات التي أدخلت نقلة نوعية على المسرح في تونس «لجنة الدفاع عن المسرح التونسي» حيث أفاد المتدخل بأنها مثلت منذ 1945 الحاضن للمبادرات الفردية والمنظمة لعدد من رواد هذا الفن على غرار الشيخ العربي الكبادي والهادي العبيدي.. وتوزّع برنامجها الى أهداف تتكامل فيما بينها كالدعوة الى فرض اللغة العربية كلغة للمسرح وتأمين معهد لتعليم المسرح في تونس... إضافة الى عدة مطامح أخرى كان أهمها إيجاد لجنة لضبط الكتب والمسرحيات التي يمكن تعريبها وإنشاء بناية للمسرح المحلي.. كما سلط المحاضر في ذات الصدد إضاءات على مدرسة التمثيل العربي التي تم بعثها الى حدوث عام 1951 وصولا الى الفرق القارة بالجهات ولما أضحى يُعرف اليوم بالمراكز الوطنية للفنون الدرامية والركحية... وفتح مجموعة هامة من الفضاءات والشركات الخاصة بالمسرح حيث ناهز عدد هذه الفرق وفقا لآخر الاحصائيات 200 فرقة بمختلف المعتمديات.. «علي بن عياد»!! وفي تطرقه الى الفنان علي بن عياد وصفه الدكتور محمد المديوني بأنه المنشط الرئيسي للحياة المسرحية ولاسيما بفرقة بلدية تونس حيث كان من الأوائل الذين أدخلوا ما أضحى يعرف اليوم بفنيات الممارسة المسرحية من: مصمم اللباس والديكور ولاسيما «السينوغرافيا» وأزال وفقا لما صرّح به المداخل فكرة «الملقن» التي مثلت بدورها نقلة نوعية في التعامل مع المسرح... الفرقة.. ولدى تطرقه الى أهداف إحياء مائة سنة من المسرح أكد الدكتور محمد المديوني بأنه في تونس لم يعد بالإمكان الحديث عن مسرح الفرقة وذلك في ظل عديد المعطيات والمؤشرات الجديدة ولاسيما مدى «وظيفية المسرح» وإلتزام هذا الأخير لتحقيق وضمان تواصل وديمومة الممارسة المسرحية... مضيفا بأن من المشاريع الرائدة والمنتظرة على هامش الاحتفال بمائوية المسرح التونسي تعزيز العلاقة بين فن المسرح ومعالم المدينة حيث أفرزت البحوث ذات الصلة بالمسارح الرومانية الكشف عن 30 مسرحا منها 15 مسرحا مايزال مدفونا وأخرى مندثرة.. أما بالنسبة لبنزرت فأوضح المتحدث بأن الجهود ماتزال حثيثة في هذا الاطار للبحث عن المستندات الثابتة.. «ألوان مان شو.. والانزلاقات»!! وفي ردّه على مختلف استفسارات السادة الحضور من أساتذة فن رابع وممثلين والمهتمين بالشأن الثقافي بجهة بنزرت بأن «ألوان مان شو» او ما يصطلح عليه فنيا ب «المونودراما» هو جنس من الكتابة والعرض قد سقط وللأسف في انزلاقات ذهبت بدورها بحسن التوظيف للمسرح.. على اعتباره فنّا عليه ان يكون في مستوى إنسانية الانسان.. اما عن باقي التساؤلات الأخرى فأوضح الدكتور محمد المديوني رئيس اللجنة الوطنية لمائوية المسرح التونسي بأن «التربية المسرحية» هي الكفيل بتعزيز علاقة الجمهور بالقاعات.. وبأن انتداب 100 أستاذ مسرح خلال هذه السنة ينصبّ في هذا الاطار... ملاحظا في الأثناء بأن المسرح في تونس يشكّل أحد الفنون الأصيلة وليس بالفن الطارئ...