«الشروق» مكتب المهدية: يتيسّر للباحث في المدوّنة المسرحية التونسية أن يكتشف الدور الهام والفعال الذي لعبته الفرقة المسرحية القارة بالمهدية منذ انبعاثها أواخر السبعينات في تنشيط الساحة المسرحية وذلك من خلال أعمالها المسرحية التي مازالت عالقة في أذهان المتتبعين للمشهد المسرحي التونسي.فرقة المهدية التي أنتجت «الخمّاس» و«الحارس» و«كاليغولا» و«جرومة بولعمايل» و«زهر البنفسج» أعمال شارك فيها ممثلون تعرفهم الساحة المسرحية التونسية جيدا.فمن أحضان هذه الفرقة خرج إلى الاحتراف كل من محمد قريع وسالم بن حسين ومحمد عجاج كذلك عيسى حراث، ومرّ بها مخرجون مثل عبد الله رواشد والهاشمي غشام وكمال العلاوي والقائمة تطول.. فرقة مسرحية أثثت أسابيع المسرح التونسي وكان إنتاجها يفتتح مهرجان ليالي المهدية في كل دورة، وكان للفرقة المسرحية القارة دور جهوي في الدفع بعجلة التنمية، حيث كان لوجودها طابع خاص في الجهة إلى أن جاء القرار الإداري الجائر الذي أمر بإيقاف نشاط الفرق المسرحية الجهوية، فتعطل بذلك الفعل المسرحي المحترف بالمهدية، ولم يجد الممثلون المحترفون فضاء مسرحيا محترفا لممارسة نشاطهم وتحقيق فعلهم الإبداعي. وبعد فتح مراكز الفنون الدرامية في كل من قفصة والكاف وصفاقس ومدنين بقي الممثلون المحترفون في المهدية ينتظرون عودة حقهم الشرعي والمشروع في بعث مركز للفنون الدرامية بالجهة، مركز يشعّ على أغلب المعتمديات التي عُرفت بنشاطها المسرحي في كل من قصور الساف والجم والشابة، علما وأن المهدية أنتجت جيلا مسرحيا شابا يمارس أغلبهم مهنة تدريس التربية المسرحية نذكر من بينهم عاطف بن حسين والصادق الحلواس وصلاح الحفيان وسفيان شبيل، كما تضم الجهة أكثر من عشرة أساتذة تربية مسرحية. إن تأسيس مركز للفنون الدرامية بالمهدية سيساهم حتما في عودة نشاط المسرح الجهوي، وسيعيد الروح إلى الممثلين الموجودين في المهدية من محترفين وهواة.. ولا ننسى أن المركز سيكون دعامة من دعائم اللامركزية الثقافية،والدفع بعجلة التنمية الجهوية في القطاع الثقافي... فمطلب إنشاء مركز للفنون الدرامية في المهدية أصبح مطلبا شعبيا وهو ما يحتم على السلط الجهوية أن تطرح بجدية هذا المطلب على وزارة الثقافة إنقاذا للمشهد المسرحي في المهدية الذي يشهد تصحرا وتكلّسا.. والخوف كل الخوف أن يصيب هذا التصحر نفوس المبدعين..!