في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين تونس والصين، أدى السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخارجية زيارة عمل إلى الصين التقى خلالها اليوم الاثنين ببيكين نظيره الصيني السيد يان جياشي. وتباحث الوزيران خلال اللقاء الذي دار في مناخ ودي تطور العلاقات الثنائية ومختلف أوجه التعاون. وأعربا عن الارتياح للمستوى المرضي الذي بلغته العلاقات بين البلدين اللذين يحتفلان هذه السنة بالذكرى الخامسة والأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وبينا ما يميز علاقتهما من تشاور منتظم وتنسيق وتقارب في وجهات نظر الجانبين حول عدد من المسائل الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك. وذكر السيد عبد الوهاب عبد الله في هذا الصدد بالزيارة التي أداها الرئيس زين العابدين بن علي إلى الصين سنة 1991 والتي أعطت دفعا قويا للعلاقات التونسية الصينية مؤكدا الإرادة التي تحدو تونس في مزيد تعزيز وتوطيد أواصر التعاون مع الصين لا سيما في الميدان الاقتصادي باعتبار ما يزخر به البلدان من إمكانيات هامة. وأكد وزير الشؤون الخارجية ونظيره الصيني على أهمية فتح آفاق جديدة للعلاقات التي تجمع بين البلدين والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية. واتفقا على دراسة إمكانية إحداث لجنة عليا للتفكير تعنى بضبط محتوى وأبعاد هذه الشراكة. وأشاد السيد يان جياشي بالمناسبة بالتطور الذي حققته تونس «البلد الأكثر تنافسية في إفريقيا» تحت القيادة المتبصرة والحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي. وأثنى على الدور الايجابي الذي تضطلع به تونس على الساحة الإقليمية والدولية بفضل السياسة المعتدلة والمتوازنة والعلاقات الطيبة التي تقيمها مع البلدان الأخرى. وأكد وزير الخارجية الصيني عزم دولته الثابت على مواصلة سنة التشاور مع تونس ومزيد دعم التعاون معها في مختلف الميادين الاقتصادية والمالية والتكنولوجية والثقافية والسياحية. وذكر السيد جياشي بالدعوة الموجهة إلى الرئيس زين العابدين بن علي من قبل الرئيس هو جينتاو لأداء زيارة رسمية إلى الصين بما يسهم في مزيد تعزيز العلاقات الممتازة بين البلدين. وتبادل الوزيران كذلك وجهات النظر حول أهم قضايا الساعة الإقليمية والدولية خاصة منها الوضع في الشرق الأوسط والتعاون الصيني العربي والصيني الإفريقي فضلا عن التعاون متعدد الأطراف. وفي ختام اللقاء تولى السيدان عبد الوهاب عبد الله ويان جياشي التوقيع على اتفاقية تعاون بين البلدين تهدف إلى تمويل مشاريع تعاون وتتمثل في منح هبة من قبل الحكومة الصينية إلى تونس.