أخبار تونس -اجتمعت نخبة من الموسيقيين التونسيين أمس لإحياء مائوية ميلاد الفنان التونسي الكبير الهادي الجويني على مسرح لطالما تجولت في أرجائه أنغامه الخالدة، مسرح قرطاج الذي غنى فيه “عم الهادي” -كما يسميه التونسيون – لآخر مرة سنة 1987. و يعتبر الهادي الجويني من أبرز المساهمين في إثراء المدونة الموسيقية التونسية و العربية، حيث لم تقتصر شهرة أغانيه على الصعيد المحلي بل عرفت شهرة واسعة على الصعيدين العربي و الغربي و يتجلى ذلك من خلال إعادة توزيع أغانيه مثل “لاموني إلى غاروا مني” من قبل بعض الفنانين العرب و الغربيين و الأغنية الخالدة “تحت الياسمينة فى الليل” و ” كي بغيت تطير يا حمامة ” و غيرها من الأعمال الفنية كما يعتبر الجويني من الفنانين العرب القلائل الذين وقعت ترجمة اغانيهم إلى عدة لغات كالفرنسية و العبرية و الفارسية و الاسبانية... كما انفرد الفنان الهادي الجويني بطابع خاص به يتمثل في الروح الاسبانية، فقد استعمل في أعماله الإيقاعات الاسبانية الحديثة، كما لحن وصلات من الموشحات والأدوار منفردا بذلك بقدرة نادرة على التلحين الكلاسيكي و التلحين الحديث. و لأن الإرث الذي تركه الفنان الهادي الجويني كبير كان لابد من إحياءه من خلال مشاركة مجموعة من الفنانين التونسيين الذين تداولوا على ترديد أحلى الأغاني على ركح مسرح قرطاج الأثري احتفالا بمائوية الجويني وتزامن الحفل مع الذكرى 52 لعيد الجمهورية. وعلى امتداد أكثر من الساعتين استمتع أحباء الفن التونسي بوصلات غنائية من روائع الفنان الهادي الجويني مثل “تحت الياسمينة في الليل” و “لاموني اللي غارو مني” و “سمراء يا سمراء”... وأثثت السهرة فرقة المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية بقيادة الفنان زياد غرسة و بمشاركة الفنانين سمير العقربي وشكري بوزيان و درصاف الحمداني... وقد أتحفت هذه الفرقة أحباء الفن التونسي بوصلات غنائية من روائع الهادي الجويني و تفاعل معهم الحاضرون الذين ملؤوا مدارج المسرح. كما رددوا أغنية “تبعني نبني دنيا زينة” مع المطربة درصاف الحمداني التي أدت إحدى روائع الهادى الجويني “يا دمي الغالي يازين الزين” بمرافقة زياد غرسة على آلة البيانو .. و اختتمت السهرة ، بإنتاج خاص تحية لروح الجويني كتبها الشاعر الحبيب محنوش ولحنها زياد غرسة يقول مطلعها “مازل غناك في الدنيا يا عم الهادي تبقى ذكراك مرسومة لأولاد أولادي”.